قال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من بعلبك بالأمس “إن آلاف النازحين يعبرون الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي، كما أن أفراداً وضباطا وقادة في الجيش متواطئون سياسياً ومستفيدون مادياً من شبكات التهريب”.
اذا كان من حق باسيل أن يصوّب على خصومه الحقيقيين والمفترضين، ومنهم المرشحون الواقعيون والمفترضون لرئاسة الجمهورية، فالسؤال الاساسي المطروح: هل يحق له توجيه “نيرانه” الى المؤسسة العسكرية التي تدافع باللحم الحي عما تبقى من كيان الدولة ومؤسساتها، وتحمي اللبنانيين في ظرف لم يشهده لبنان في تاريخه؟
الا يوجد من ينصح رئيس “التيار” بوقف معاركه الخاسرة التي وصلت الى الجيش بعدما أمعن تخريبا برئاسة الجمهورية والجمهورية ككل على مدى ست سنوات من “عهد جهنم”؟
الا يوجد من يتجرأ من “محيطه العائلي والحزبي” من يقول له أبعد سمومك عن أناس لم يتأخروا دقيقة عن الذود عن الوطن وهم بالكاد يملكون ما يقيهم الجوع والعوز؟الا يخجل من أن يستخدم العسكر وقودا لمعركة سياسية ورئاسية أقل ما يقال فيها أنها فاقدة الحظوظ، بعدما امعن في مراكمة الخصومات والاحقاد على مدى سنوات، وانقلب على التحالفات التي أوصلت تياره الى “الحجم النيابي” الذي وصل اليه؟ وفي الوقائع المتصلة بهذا الموضوع، تقول مصادر مطلعة “إن نصائح عدة وجهت الى باسيل بعدم الهجوم على الجيش وقائده في قضية النازحين السوريين تحديدا، لان الجيش، حضورا ومعنويات، يجب أن يبقى متيناً في هذه اللحظة الامنية الحساسة”.وترى المصادر “ان باسيل الذي يظن انه يربح سياسيا على قائد الجيش، في حال نجح بتحويله الى طرف، سيخسر من دون ادنى شك على الصعيد الشعبي، لان الالتفاف حول الجيش في هذه المرحلة كبير جدا وتحديدا في الشارع المسيحي”.