اما وان مهلة تقديم العروض لدورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز التي تشمل البلوكات الثمانية الباقية في المياه الاقليمية اللبنانية ،قد انتهت، فإن وزير الطاقة والمياه وليد فياض لم يصدر أي قرار بتمديد المهلة.
وأعلنت وزارة الطاقة والمياه – هيئة إدارة قطاع البترول في بيان رسمي الاثنين أنه وقبل ساعة واحدة من انتهاء موعد تقديم الطلبات للإشتراك في دورة التراخيص الثانية، تقدّم الائتلاف المكوّن من توتال إنيرجيز الفرنسية، وإين» الإيطالية، وقطر للطاقة بطلبَي اشتراك في دورة التراخيص الثانية للمزايدة على الرقعتين 8 و 10 في المياه البحرية اللبنانية علما ان التحالف نفسه سبق وفاز في مزايدتي البلوكين 4 و9 في دورة التراخيص الاولى.وفيما تبرز مؤشرات ايجابية حول التنقيب في البلوك التاسع، خاصة وأن عمليات الحفر تتقدم بشكل سريع جداً من دون عراقيل، فالمرجح وفق مصدر معنية في هيئة ادارة البترول أن تصدر النتائج الأولية لعملية التنقيب قبل الموعد الذي كان محددا للإعلان عن نتائج عملية التنقيب. وبحسب رئيس مجلس النواب نبيه برّي فثمّة تقارير إيجابية ستصدر في شكل رسمي من توتال قبل نهاية الشهر الجاري.ومع ذلك طرحت قوى سياسية تساؤلات حول جدوى الاستعجال في تلزيم البلوكين 8 و10 قبل صدور نتائج الاستكشاف في البلوك رقم 9، على اعتبار أن لبنان يمكنه تحقيق المزيد من المكاسب إذا انتظر النتائج التي ستصدر عن الحفر في البلوك 9 من منطلق أن دورة التراخيص التي حصلت بموجبها توتال على حصتها من البلوك 9، كانت سبقت ترسيم لبنان حدوده البحرية ما انعكس سلباً على سعر تلزيم البلوك. في المقابل ترى مصادر أخرى أن ما يجري لا يحتمل التفسيرات والتأويلات السلبية ومرد ذلك، أن ليس هناك من تسرع في هذا الشأن وأن باب التفاوض لا يزال مفتوحاً وأي تطور إيجابي في البلوك رقم 9 من شأنه أن يفتح الباب أمام شركات اخرى وهذا من شأنه أن يحسن من شروط الدولة.وعليه يقول مصدر معني ومطلع جدا لـ”لبنان24″ إن توتال انرجي كونها المشغل في البلوك رقم 9، مستمرة بعملية الحفر، علما أن ما صدر في بعض وسائل الإعلام حول تغيير في الإحداثيات أمر صحيح. فالتغيير بلغ نحو 31 مترا لأن الشركة عندما كانت تحفر في أول أنبوب واجهتها مشاكل متعددة جيولوجية “صخرية” وبالتالي فإن ما حصل أمر تقني، وتم التغيير بعد استشارة هيئة إدارة البترول والايتحصال منها على الأذن.ويضيف المصدر: إن الحفر يجري على 1700متر من عمق البحر، أما من سطح البحر إلى مكان ما وصل إليه الحفر فيبلغ نحو 3500متر، ولذلك فإن نتائج عملية التنقيب ستصدر قبل الموعد الذي كان محددا للإعلان عن نتائج عملية التنقيب، لأن الشركات التي تعمل مع شركة توتال تتمتع بحرفية كبيرة وبالتالي يفترض أن تتظهر النتائج الأولية قبل منتصف الشهر الجاري، علما أن أحداً لا يمكنه التكهن بالنتائج إلا بعد الوصول إلى الطبقات المستهدفة بالجيولوجيا وهي “تمار س” وثم “تمار د”. فالعمق النهائي الذي يفترض أن تصله الشركات يتراوح بين 2200 و 2400 متر من سطح الماء.ولا شك أن الكونسورتيوم التي تقدم بعروض للحفر في البلوكين 8 و 10، مقتنع بأهمية هذين البلوكين، فالشركات في عملية الاستكشاف تركز على الاستثمارات إنما اولوية استثماراتها تكمن في الطاقات المتجددة لتطوير الحقول وزيادة إنتاجها.إذن البلوكان 8 و 10 يتمتعان بأهمية كبيرة، وهذا الأمر يفرض على الدولة اتخاذ بعض الإجراءات لتلزيمهما. فالبلوك رقم 8 لم يشمله المسح الزلزالي الثلاثي الأبعاد الذي تم في العام 2011 الأمر الذي يفترض ان يحصل عبر توتال اذا التزمت هذا البلوك.وعليه، هناك عرض مقسم إلى ثلاثة أقسام: إداري. تقني. وتجاري. والطلبات التي وصلت سوف تدرس. فالتلزيم لن يحصل اليوم وسوف ينتظر صدور المؤشرات الأولية التي سوف تحدد الاسكتشاف من عدمه. وجرياً على العادة إذا لم يتم تقديم سوى عرض واحد فهذا لا يعني تلزيم البلوكين معاً، فيمكن تلزيم بلوك واحد وفرضية تلزيم البلوكين ايضاً تبقى واردة. ولذلك يمكن القول، بحسب المصدر نفسه أن مسار التفاوض طويل وسوف يبحث في مجلس الوزراء الذي يؤمل أن يفوض الهيئة ووزير الطاقة بالتفاوض مع الشركات.الأكيد أن لبنان باستطاعته تلزيم البلوكين 8 و10 إذا كانت العروض جيدة، وعندها سيكون تلزيم كل الحدود الجنوبية أمراً ملزماً. فأي استكشاف أو حفر آبار أخرى في البلوك رقم 10 أو أجراء مسوحات في البلوك رقم 8، يعد استدامة في الأنظمة البترولية، علما أن الهيئة ليست غافلة عن البلوكات الأخرى من 1 إلى 7، مع الإشارة إلى أن توتال لا تريد العمل في البلوك رقم 4 وبالتالي فإن دورة تراخيص ثالثة سوف تفتح من أجل تلزيم أكبر قدر ممكن من البلوكات لأكبر عدد من الشركات، الاوروبية والاميركية.