يتزايد الحديث في الأوساط الإسرائيلية عن “اجتياح بري” لقطاع غزة، يذكّر بما حدث عامي 2008 و2014، رداً على الهجمات المباغتة التي بدأتها حركة حماس صباح السبت.
وبالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن “الهجوم من الأرض سيأتي لاحقاً” في أعقاب الغارات الجوية العنيفة على غزة، قال مصدر أمني إسرائيلي لـ”رويترز” إن الهجوم البري بات الآن “حتميا”، وذلك بعد الضربات الجوية.
وذكر المصدر الأمني الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه يعتقد أن الاجتياح البري الإسرائيلي “لا يمكن تفاديه بسبب الثمن الباهظ الذي دفعناه. سيكون هذا بعد الضربات الجوية التي ينفذها سلاح الجو”.
أضاف المصدر أن الهدف هو “إضعاف الطرف الآخر، وفي غضون هذا جعْل الأفراد يفرون (من المناطق المكدسة). ويتعلق الأمر أيضا بحجم القوة والاستراتيجية وعنصر المفاجأة. لا يمكنكم الدخول فحسب”.
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي متحدثاً للجنود قرب سياج غزة: “بدأنا الهجوم من الجو، وسنأتي لاحقاً من الأرض أيضاً”.
تابع: “سيطرنا على المنطقة منذ اليوم الثاني ونحن في حالة هجوم. وستشتد حدته”.
كما تحدث المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي جيورا إيلاند، عن احتمال شن هجوم بري شامل.
واعتبر إيلاند أن الضربات الجوية على غزة “بدت مماثلة للغاية للعمليات الإسرائيلية السابقة، لكن هذه الأساليب لم تردع حماس في الماضي”.
وذكر أن “الهجوم البري قد يكون أكثر فعالية في قتل مسلحي حماس وتدمير سلسلة قيادتهم”، لكنه أضاف: “ما تزال الحكومة مترددة في اتخاذ هذه المبادرة، لأنها قد تنطوي على سقوط قتلى إسرائيليين أكثر بكثير”.
وفي التوغل داخل القطاع عام 2008، فقدت إسرائيل 9 جنود، وفي 2014 زاد عدد القتلى الإسرائيليين إلى 66.
لكن حتى مع حشد إسرائيل قوات على حدود القطاع وتعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط، لم تقل الحكومة إذا ما كانت سترسل قوات برية إلى داخل غزة أم لا.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عمير دينار: “نهاجم بنية حماس التحتية وسنهاجم بقوة وسنستمر في الهجوم”، وذلك عند سؤاله عن اجتياح بري محتمل، من دون أن يخوض في التفاصيل.
كما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية التعليق على إمكانية دخول قوات برية إلى قطاع غزة.