لم تتجاوز التطورات في الجنوب قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل، وكأن هناك قرارا بعدم الانزلاق إلى حرب رغم القصف المتبادل في الساعات الماضية.
وفق المعلومات فإن الترقب سيد الموقف لما ستلجأ اليه إسرائيل في الساعات أو الايام القليلة المقبلة، فهناك ثلاثة سيناريوهات على طاولة العدو وهي:
1- اجتياح قطاع غزة بالكامل لاجتثات المقاومة الفلسطينية.
2- حرب تدميرية وفقا لنظرية تدمير الضاحية الجنوبية في العام 2006.
3- حرب مركبة بعملية ميدانية مترافقة مع حصار اقتصادي لإنتاج البيئة التفاوضية للوصول الى الحلول المناسبة للعدو.
حتى الآن، لا قرار تفصح عنه اسرائيل حول اي من السيناريوهات الثلاثة، لكن الاكيد، وفق مصدر سياسي ان هناك ترقبا لمسار الأمور من اليوم حتى 48 ساعة ليبنى على الشيء مقتضاه، علما أن من المستبعد ان تلجأ اسرائيل الى خيار من الثلاثة لا سيما بعد الذي تعرض له بنيامين نتنياهو من هجوم من داخل المجتمع الإسرائيلي والدعوة الى استقالته واسقاط حكومته.
وتوقفت اوساط السياسية عند عدم رد ايران على تهديد رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، والبرودة في الموقفين الروسي والصيني مما يجري في غزة، قائلة حلف الممانعة لا يضم سوى إيران على ما يبدو في وجه اسرائيل. وتسأل المصادر هل تفاوض إيران غير المباشر مع الاميركيين سيحصل على حساب غزة وحماس في مقابل تقوية النفوذ الإيراني عبر الحزب في لبنان؟
ورأت مصادر مقربة من الإيرانيين والقطريين ان لقاءات عبد اللهيان في قطر كانت ايجابية لجهة ضبط التدهور في الأراضي المحتلة، معتبرة أن عبد اللهيان سمع من القطريين الموقف الأميركي الصريح مما يجري في غزة وكيفية الوصول إلى حل، مع اشارة المصادر الى ان زيارة عبد اللهيان إلى الدوحة بالغة الأهمية لا سيما وان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على علاقة ممتازة مع الاميركيين فضلا عن العلاقة التي تربط حماس بدولة قطر، داعيا إلى انتظار ما سيؤول اليه الطرح الإيراني حيال أهمية التفاوض واجتماع الدول الاسلامية.
وعليه تشير الاوساط السياسية أن لا حرب على لبنان، لكن تبعات ما حصل في الأراضي المحتلة ستكون وخيمة وكارثية على هذا البلد، لجهة كيفية تعاطي المجتمع الدولي معه وتحديدا الولايات المتحدة.
الى ذلك وفيما اعلنت الرئاسة الفرنسية أنّ على اللبنانيين وحزب الله أن “يبقوا في منأى عن النزاع” بين إسرائيل وحماس، وان على حزب الله واللبنانيين ان “يلتزموا واجب ضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الاولى”، أشارت مصادر مطلعة لـ لبنان24 ان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لم يلغ زيارته إلى لبنان فهي لا تزال قائمة وسوف تحصل في الوقت المناسب وفي فترة لا تتجاوز الأسبوعين أو الثلاثة اسابيع على أبعد تقدير لاهتمام فرنسا بلبنان وضرورة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تفرض توافق اللبنانيين على إنهاء الفراغ والمحافظة على استقرار بلدهم.