من يراقب التطورات الميدانية في الأيام الأخيرة ومسار المعارك بين “حزب الله” والعدوّ الاسرائيلي يدرك أن “الحزب” يسعى بشكل واضح إلى إعماء قوات الاحتلال عند الحدود الجنوبية، وهذا يعني قطعاً بأنّ الجبهة المشتعلة لا تهدف إلى تحقيق خسائر مادية للعدوّ وحسب، بل لدى المقاومة في الجنوب أهداف أكبر وأعمق.
وبحسب مصادر عسكرية مطلعة فإنّ “حزب الله” يستمرّ في تحقيق أهداف واضحة مرتبطة بالحاق اصابات بالغة بالقدرات التجسسية الاسرائيلية ويحاول رفع نسبة الإعماء الى درجة عالية جداً تقارب المئة في المئة أقلّه تلك المرتبطة بعملية الرصد البرّي، أي تلك المثبتة على المواقع العسكرية الاسرائيلية، الأمر الذي بدا جليّاً من خلال العمليات الأخيرة.وتضيف المصادر أن هذا الأمر مرتبط بشكل كبير بعامل جديد وهو إمكانية توسّع المعركة، وبالتالي فإنّ “الحزب” سيكون جاهزاً للقيام بعمليات برية بغض النظر عن محدوديتها أو حجمها، إلا أنها تحتاج إلى نوع من التمويه العسكري الذي يتطلّب إضعاف قدرة اسرائيل التجسسية.وتلفت المصادر الى أن المرحلة المقبلة ستشهد حتماً عملية تصعيد من دون أن يعني ذلك تحويل المعركة إلى حرب مفتوحة، إنما الاستثمار بالمعركة الحالية ضمن القواعد المحدّدة لكن مع رفع مستوى الاستهدافات الصاروخية والمدفعية وعمليات التصدّي للطائرات المسيّرة ما يمنح “الحزب” تفوّقاً جدياً على كل المستويات ولمدّة طويلة قد تستمرّ لعدة أشهر يستفيد منها “الحزب” بغياب قدرات الرّصد الاسرائيلية عند الحدود.كذلك، فإنّ خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله المُرتقب غداً يجب أن يُحسب ويُفنَّد بشكل دقيق لأنه سيبني معادلات جديدة إما بشكل صريح وعلني أو بين السطور وهذا من شأنه أن يحسم التوجه العام للمعركة في المرحلة المقبلة وكيفية تطوّرها وما إذا كان “الحزب” سيقفز نحو التصعيد السريع أو سيسير ببطء وبخطوات محسوبة بالتوازي مع العملية البرية في قطاع غزّة والتي يبدو أنها باءت بالفشل بالنظر الى موجتها الأولى.