بدأ يوم العزاب احتفالاً بفكرة العزوبية ومنافساً لعيد الحب، لكنه أصبح أكبر يوم للتسوق على الإنترنت في العالم، بحيث تفوق مبيعاته مبيعات يومَيْ (أمازون برايم) و(بلاك فرايداي) مجتمعَين.وفي عام 2021 حققت شركة علي بابا الصينية ومنافستها ( جيه دي. كوم) مبيعات في يوم العزاب بنحو 139 مليار دولار.
تاريخ يوم العزاب
بدأ يوم العزاب عام 1993 كمبادرة لمجموعة من الطلاب في جامعة نانجينغ الصينية لكسر رتابة كونهم عازبين، واتفقوا على أن 11 تشرين الثاني سيكون يوماً للأنشطة والاحتفال بعزوبيتهم.وسرعان ما انتشر في جامعات الصين، وزاد الانتشار باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ليصبح الاحتفال بيوم العزاب أحد مظاهر الثقافة الصينية.في البداية اقتصر الاحتفال باليوم على الشباب، ومن هنا جاءت تسمية «يوم العزاب»، وتحول الأمر سريعاً إلى احتفال بمشاركة الجنسين، وأصبحت حفلات المواعيد العمياء بين العزاب شعبية في هذا اليوم في محاولة لتغيير حالة العزوبية للمشاركين.واختير يوم (11/11) ليمثل أربعة شباب هم أصحاب فكرة يوم العزاب، كل واحد في التاريخ يمثل أحدهم، لكن اختيارهم لليوم حمل بعض السخرية، فهو أحد أكثر الأيام شعبية لحفلات الزواج، إذ شهدت بكين في عام 2021 أكثر من 4 آلاف حفلة زواج في هذا اليوم مقارنة بمتوسط 700 حفلة في الأيام الأخرى.بداية مهرجان التسوق في يوم العزابرأت شركة علي بابا أن يوم العزاب يمتلك إمكانات يمكن استغلالها في عالم التسويق، وقررت الشركة في عام 2009 إطلاق مهرجان تسوق في هذا اليوم، وفي أول عام سجلت الشركة مبيعات بقيمة سبعة ملايين دولار.ولم تمضِ ثلاث سنوات حتى تخطت مبيعات علي بابا في يوم العزاب حاجز المليار دولار، لتسجل عام 2012 أكثر من ثلاثة مليارات دولار، وفي عام 2015 تضاعف الرقم بأكثر من أربع مرات ليسجل 14 مليار دولار.وعام 2018 لم تحتج شركة علي بابا سوى 85 ثانية لتحقق مبيعات بقيمة مليار دولار، ووصلت مبيعات الشركة في هذا اليوم إلى أكثر من ثلاثين مليار دولار.وعلى الرغم من أن الفاعلية الأكبر ليوم العزاب تكون في الحادي عشر من تشرين الأول، فإن مهرجانات التسوق المصاحبة له تبدأ مع بداية الشهر لقياس اتجاهات المتسوقين ومعرفة ما يجذبهم، فلا يُترك شيء للصدفة في هذه الفاعلية الكبيرة.يوم العزاب خارج الصينتخطى يوم العزاب حدود الصين وانتشر في دول منطقة جنوب شرق آسيا وبعض الدول الأوروبية وحتى في منطقتنا العربية، ليصبح يوماً عالمياً للتسوق عبر الإنترنت.وواجه يوم العزاب بعض العقوبات في بعض الدول بسبب موروثات ثقافية، ففي ألمانيا فشلت محالّ (ميديا مراكت) الشهيرة في الترويج ليوم العزاب كونه يوافق الذكرى السنوية لهدنة 11 تشرين الثاني 1918 التي أنهت الحرب العالمية الأولى كما كان الحال نفسه مع محاولات الترويج لليوم في بلجيكا لأن اليوم يرتبط بالاحتفال بموتى الحرب.