دخلت الحرب في قطاع غزة يومها الـ89 في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع، فيما دشنت إسرائيل، مساء أمس الثلاثاء، «حرب الإغتيالات»، وسجلت السطر الأول في مرحلة العمل السري باغتيال القيادي في حركة حماس، صالح العاروري، واثنين من قيادات الجناح العسكري في الخارج، بغارات من مسيرة استهدفت منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقبل ساعات من جريمة اغتيال العاروري، أكد الخبير العسكري اللبناني العميد هشام جابر، «أن إسرائيل تستعد لـ «حرب الاغتيالات»، وبعد الخسائر الكبيرة وفشل أهداف الحرب في غزة، ستبدأ مرحلة «حرب أمنية» داخل غزة وخارجها لاغتيال قيادات حمساوية، وأن من يظن أن الحرب ستتوقف قريبا، فإنه مخطىء، بل ستواصل إسرائيل عدوانها، وأن كل ما سيحدث هو تغيير تكتيكي من حيث إعادة الانتشار، ثم تبدأ حرب الإغتيالات لقيادات حمساوية داخل غزة وخارجها».
الاحتلال كان يبحث عن أي صورة للنصر بعد هزيمته في غزة
ويرى الباحث السياسي الفلسطيني، راسم عبيدات، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كان يبحث عن صورة أي نصر في الحرب التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة، وكان يبحث عن أي هدف قد يقدمه للشارع الإسرائيلي المحتقن غضبا من فشل حكومة نتنياهو عسكريا وسياسيا واستراتيجيا.. وكان جيش الاحتلال يبحث أيضا عن أية عملية يستعيد بها هيبته التي فقدت في غزة، واستعادة قوة الردع التي هزمت في ميدان المواجهة في قطاع غزة، ومن هنا كان الترتيب لجريمة اغتيال القيادي في حركة حماس، صالح العاروري، واثنين من قيادات الجناح العسكري في الخارج.
جريمة الاغتيال لن تغير في المسارات الاستراتيجية
وقال «عبيدات» للغد: إن جريمة الاغتيال لن تغير في المسارات الاستراتيجية، وإن كانت قد تساهم في رفع بعض معنويات جيش الاحتلال، ولكنها على الصعيد الاستراتيجي تكشف عن إخفاق وفشل عسكري واستراتيجي كبير للاحتلال، فشل في المعركة البرية المتواصلة في غزة، والتي تحولت إلى حرب استنزاف ضد جيش الاحتلال ومدرعاته وآلياته وجنوده، ولذلك هرب الاحتلال من الهزيمة إلى تنفيذ تلك الجريمة .
جريمة الاغتيال لن تكسر إرادة المقاومة
أضاف الباحث السياسي: إن جريمة الاغتيال لن تكسر إرادة وعزيمة المقاومة الفلسطينية، ولن تمنع مسيرة النضال للشعب الفلسطيني، وقد سبق للاحتلال الإسرائيلي استهداف رموز نضالية في بيروت ولكن روح المقاومة لم تنطفىء، ففي العام 1972، اغتيل الأديب والروائي الفلسطيني غسان كنفاني الذي قتل بانفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته في بيروت، وكذلك القيادي البارز في منظمة التحرير الفلسطينية، علي حسن سلامة أو أبو حسن، كان من أبرز من اغتالتهم إسرائيل في بيروت.. وفي العام 1973 نفذت إسرائيل عملية فردان أو عملية «ينبوع الشباب» التي تمكنت خلالها من اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين من حركة فتح، هم: كمال عدوان، وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، كما قامت بتفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وتواصلت فيما بعد عمليات الاغتيال، وفي نفس الوقت تواصل صعود عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.