فقد حزب الله أكثر من 130 عنصراً في الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ بدء القصف عبر الحدود في أعقاب بدء الحرب، بحسب “رويترز”.وحذّر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إسرائيل في خطابين الأسبوع الماضي من شنّ حرب واسعة ضدّ لبنان، وقال: “من يفكر في الحرب معنا، بكلمة واحدة، سيندم”.قوة الرضوان “تحت القصف” بعد التحذيريوم 22 تشرين الثاني من عام 2023، استهدفت إسرائيل خلية لـ”حزب الله” في منطقة بيت ياحون في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل 5 من عناصر حزب الله، أحدهم نجل النائب محمد رعد.صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قالت -حينها-، إن الحادثة أسفرت أيضا عن مقتل خليل جواد شحيمي، مشيرة إلى أنّ الأخير هو “قائد كبير في قوة الرضوان التابعة لحزب الله”.الصحف الإسرائيلية، من بينها “معاريف”، ركّزت على الحادثة، وكان لافتاً إشارتها إلى مقتل شحيمي كونه في “قوة الرضوان”، التي حذّر منها الإسرائيليون بشدّة مراراً وتكراراً وسط توتر جنوب لبنان، الذي بدأ في 8 تشرين الأول تزامناً مع حرب غزة.لماذا سُميت بـ”الرضوان”؟
سُميت القوة العسكرية لـ”حزب الله” بـ”الرضوان”، تيمنا باسم القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية، الذي كان يُعرف باسم “الحاج رضوان” والذي اغتيل في سوريا عام 2008.يُذكر أن القوة كانت تُسمى سابقا باسم “قوات التدخل السريع”، وذلك من خصائص الفرقة، وهي السرية والحرفية والغموض، وفق ما ذكرت مواقع إخبارية لبنانية.كم عدد عناصر قوة الرضوان؟المُحلل السياسي اللبناني إبراهيم بيرم قال في حديث سابق لموقع “بلينكس” عن “قوة الرضوان”، إنه ما من أحد يستطيع معرفة عدد أفراد عناصرها بصورة دقيقة، مرجحاً ألّا يتجاوز عدد أفرادها الألف عنصر.ولفت بيرم إلى أن حزب الله لم يكشف أبداً عن حجم تلك القوة، مشيراً إلى أن ما يُحكى بشأنها، يقوم على ما ينشره الإعلام الإسرائيلي من تقارير.بدوره، يقول الإعلام الإسرائيلي، إنّ عدد عناصر “قوة الرضوان” يصل إلى ألفين و500 مقاتل، موضحاً أن تلك القوة تجند الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاماً.هجمات معقدة وغير عاديةالحديث عن أن قوة “الرضوان” تمثل عناصر “النخبة” في “حزب الله”، يعني أنها تتميز بمهمات مُعقدة وغير عادية، بحسب ما قال بيرم لـ”بلينكس”، وأضاف: “من غير المعروف ما هي المهمات الدقيقة التي تنفذها عناصر قوة الرضوان، لكن المؤكد هو أن حزب الله يدربهم ويجهّزهم كثيرا”.كبيرة الباحثين في معهد دراسات الأمن الإسرائيلي أورنا مزراحي، قالت للقناة الـ12 الإسرائيلية، إنّ “(قوة الرضوان) هي رأس الحربة في مليشيا حزب الله”، مشيرة إلى أن “تلك القوة تلقت تدريبات عالية، كما أن لديها خبرة عسكرية واسعة وأسلحة متطورة للغاية تتلقاها باستمرار من الإيرانيين”.مجموعة تستمد خبرتها من القتال بسوريايشير بيرم إلى أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أن “قوة الرضوان” قاتلت في سوريا خلال الحرب التي اندلعت عام 2011، وما لبثت أن عادت إلى لبنان بخبراتها حتى انتشرت عند الحدود مع إسرائيل منذ نحو 4 سنوات.ولفت المحلل اللبناني إلى أنه لا يمكن تحديد أماكن تلك القوة بالضبط، لأنها تتميز بالسرية التامة، كما أنه من غير الممكن الوصول إلى معطيات دقيقة بشأنها خصوصا أن الحزب لا يتحدث عنها في العلن.ويوم 20 تشرين الثاني الماضي، ألمحَ تقرير لصحيفة “يسرائيل هيوم” إلى أن عناصر قوة “الرضوان” توجد عند السياج الحدودي مع إسرائيل، مشيراً إلى أن أفضل طريقة لإبعادها عن هناك هي الحرب.