كتب عماد مرمل في” الجمهورية”: رغم انّ الاغتيالات مؤلمة ولا يمكن التقليل من شأنها، الا انّ العارفين بتركيبة جسم المقاومة في غزة ولبنان يؤكدون انها لا تغيّر شيئاً في موازين القوى على الأرض وفي المعادلات التي أرسَتها المواجهة المستمرة منذ 7 تشرين الأول. وبالتالي، فإنها لن تبدّل في طبيعة المأزق الأساسي الذي يواجهه الاحتلال في معركته مع حماس وحزب الله إذ لا هو يستطيع السيطرة على قطاع غزة بعد نحو 100 يوم من القتال ولا هو يستطيع إعادة المستوطنين النازحين من شمال فلسطين المحتلة الى مستعمراتهم. ويشير العارفون الى انّ رسالة الحزب التي يُفترض ان تلتقطها قيادة الاحتلال الاسرائيلي تفيد بأنّ مَن قصف قاعدة ميرون الجوية ب 62 صاروخاً كان يمكنه ان يقصفها بعدد أكبر بكثير من الصواريخ، ومَن أصابَ بدقة عالية قاعدة عسكرية بهذه الأهمية يمكنه ان يصيب بالدقة نفسها أهدافاً أخرى أشد حساسية تقع في عمق جغرافي أكبر داخل الكيان. وبالتالي، فإنّ هذه العملية هي نموذج تطبيقي عمّا سيواجهه العدو في حالة المواجهة الكبرى. ويشدّد هؤلاء على أن الحزب جاد في منع الإخلال بتوازن الردع الذي كان يحمي العمق اللبناني، ولن يسمح بأن تعصف به رياح التحولات بعد اندلاع الحرب، ولذلك لم يكن بمقدوره التساهل بتاتاً إزاء الغارة التي استهدفت الضاحية.