إعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى أن “ذكرى مولد الامام علي لا تقف عند طيب النسب وكريم الحسب، بل تتعداهما إلى نهج الفضائل التي عاشها الإمام واستشهد من أجلها. الإيمان والبطولة والصدق والبلاغة والحكمة، وهذا الجلباب الواسع من القيم النورانية الساطعة، جعلته في مولده وحياته ومماته مدرسة عليا للحق”.
كلام الوزير المرتضى جاء خلال رعايته مهرجان الامير الشعري وتكريم المشاركين في المسابقة الشعرية لمناسبة ذكرى مولد الإمام علي بن ابي طالب بدعوة من بلدية الغبيري بالتعاون مع جمعية ابداع في المركز الصحي الاجتماعي لبلدية الغبيري بحضور البلدية معن الخليل وأعضاء المجلس البلدي وحشد من الفاعليات والشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية.
وقال المرتضى: “كانت أرجاء الكعبة المشرفة تتندى بشرا وهي تصغي إلى بكاء أول مولود أتى إلى العالم في داخلها. فلقد شاء رب العالمين أن يميز أمير المؤمنين عليا بن أبي طالب عليه السلام، بحظوتين لم تجتمعا من قبل في سواه: أن يكون مولده داخل البيت الحرام، وأن يكون النبي صلى الله عليه أول محتضنيه بعد أمه. وتلك كانت إشارة إلى أن الطفل الذي ولد على الفطرة وكان أسبق الناس إلى الإيمان والهجرة، وأحب عترة الرسول إليه، هيأته الحياة منذ الولادة لتقبل النفحات الإيمانية وعيشها ببطولة ونقاء، والجهاد في سبيلها حتى الشهادة. من هنا لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى ذكرى مولده، كحدث مميز فقط، وقع في ذلك الثالث عشر من رجب، فإنما يؤرخ للإمام عليه السلام، بعد سنيه التي ذرفت على الستين، يوما بيوم، بل ساعة بساعة، وبما تركت من آثار في الفضيلة والفكر باقيات على كر الدهور. وفي هذا المعنى كتبت منذ أيام: لا تقف ذكرى مولده عند طيب النسب وكريم الحسب، بل تتعداهما إلى نهج الفضائل التي عاشها الإمام واستشهد من أجلها. الإيمان والبطولة والصدق والبلاغة والحكمة، وهذا الجلباب الواسع من القيم النورانية الساطعة، جعلته في مولده وحياته ومماته مدرسة عليا للحق. وإذا كان مصيبا في قوله: نفس المرء خطاه إلى أجله، فإن أنفاسه عليه السلام، ستظل تتردد في صدور أبناء آدم من جيل إلى جيل، حتى ينقطع نفس الزمان”. أضاف: “على هذه الصورة نستعيد الذكرى على وقع الشعر، فيما الأرض حولنا تتقلب على وقع الجمر، المتدفق من دم غزة الأحمر إلى بحر اليمن الأحمر، مرورا بالجنوب والعراق وسوريا، وسائر إقليمنا الملتهب. فهذا الكيان الدموي المزروع في فلسطين، ما برح منذ قيامه أداة قتل وتدمير وتهجير، كأنه وجد للانتقام من القيم، حتى ليعسر أن تحصى جرائم الإبادة التي ارتكبها هذا الشعب منذ قديم العصور إلى اليوم. وهنا أذكر بدراسات كثيرة عن الأصل الخزري للمستوطنين الصهاينة وانتفاء علاقتهم بفلسطين، ما تؤكد بالنتيجة أن هذا الكيان ليس دولة، ولا حتى مشروع دولة، بل هو ثكنة عسكرية وقاعدة قتالية وظيفتها العدوان وحماية مخطط الاستيلاء على الحقوق والمصالح العربية، وتمزق الأواصر بين الشعوب، وعلى الأخص قتل الصيغة اللبنانية القائمة على العيش الواحد والقيم، لأن هوية لبنان تشكل النقيض لنظامه الإلغائي الهدام، والتهمة الأخلاقية الموجهة إليه على الدوام. والتي أضيفت إليها بالأمس بدايات اتهام بارتكاب المجازر والإبادات الجماعية من قبل محكمة العدل الدولية. أما نحن فمثلما علمنا الإمام وثبتنا الحسين على درب التضحية من أجل الحق، وكما يفرض علينا الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني، سنظل ندافع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، بالنضال الثقافي والحقوقي، والعمل العسكري، والدعم المادي والمعنوي، حتى ترجع إلى فلسطين مفاتيح بيوتها، ونسائم برتقالها، وهدير بحرها، وشمس قدسها وقمر غزتها.