كتبت بولا مراد في” الديار”: ويمكن الحديث عن ٣ سيناريوهات قد يرسو على احدها الوضع جنوبا:
– الاول: نجاح لبنان باستثمار المعطيات الحالية لصالح تحرير اراضيه كاملة، اي الاصرار على رفض اي حل جزئي، وربط انسحاب حزب الله الى شمالي الليطاني بتفاهم على الحدود البرية، مماثل لذلك الذي تم على الحدود البحرية. وتقول المصادر في هذا المجال: “الاسرائيلي” مضغوط جدا من قبل المستوطنين الذين يريدون العودة الى منازلهم، لكنهم يرفضون ذلك طالما عناصر الحزب على مقربة منهم، ويخشون ان يتكرر طوفان الأقصى من جهة جنوب لبنان في اية لحظة، معتبرة ان هذا الضغط قد يجبر العدو على الخضوع للشروط اللبنانية، لتأمين استقرار الوضع في شمال “اسرائيل”.
– الثاني: تسوية كبيرة تشمل غزة ولبنان على السواء، وتقضي بعودة الوضع جنوبا الى ما كان عليه قبل ٧ اكتوبر، وان يكون لحزب الله تواجد غير علني في جنوبي الليطاني، مع زيادة عديد الجيش اللبناني عند الحدود.
– الثالث : هو السيناريو الاخطر، ويقول بقيام رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بمغامرة كبيرة بتوسيع هجومه على لبنان، ظنا بأنه قادر على دفع حزب الله بالقوة الى شمالي الليطاني، وهو ما سيؤدي لانهمار الصواريخ على كل الاراضي المحتلة، وقد يجر المنطقة ككل الى حرب لن يتوقع احد اين وكيف ستنتهي.وفي كل السيناريوهات السابق ذكرها، يبدو العدو الاسرائيلي هو الطرف الاضعف في المعادلة، لذلك تراه يواصل تصعيده الكلامي بالحديث مؤخرا عن احتمال الا تشمل اي هدنة في غزة جنوب لبنان، لا بل اكثر من ذلك ان يستفيد من القوات التي تقاتل في القطاع، لنقلها للقتال على جبهة لبنان.
وتستبعد المصادر ان تقترن كل هذه التهديدات بتحرك فعلي على الارض. فبالاضافة الى ان قوات “الجيش الاسرائيلي” منهكة بعد اشهر من القتال، يلعب الموقف الاميركي الحاسم الدافع بقوة الى الهدنة، دورا اساسيا بردع “اسرائيل”، لكن يبقى احتمال اقدام نتنياهو على الانتحار وجر المنطقة ككل معه الى الهاوية احتمالا قائما!