ولم يعد سراً في هذا السياق أن طهران أبلغت قبيل أيام رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية بعدما استدعته إليها أن طهران لا ترى أن موعد المعركة الأخيرة الفاصلة مع الكيان الصهيوني التي توجب أن تشارك فيها طهران نفسها ويؤدّي “حزب الله” دور رأس الحربة فيها قد جاء. لذا فإن طهران تولّت بلسان مرشدها إبلاغ هنية هذا الأمر وسرّبت مصادر على صلة بها الى وكالة أنباء أجنبية بعضاً من هذا الكلام الرسمي الذي كان بمثابة رد مباشر من جهة على كل الاتهامات الموجهة للحزب وطهران ورسالة الى المعنيين بالأمر من جهة أخرى فحواها أن أحداً لم يتعهد لحماس باقتحام الجليل في الوقت الذي كانت فيه قوات حماس تقتحم غلاف غزة.
وبناءً على كل هذه المعطيات فإن تل أبيب تتصرف على أساس أن الوضع الحالي والمعادلة القائمة عسكرياً تلعب لمصلحتها. ففيما تعلن تل ابيب أن خسائرها البشرية في معركة الشمال هي دون العشرين قتيلاً بين جندي ومدني فإنها تشير الى أن الخسائر العسكرية على الجانب الآخر من الحدود قد وصل الى نحو 300 قتيل غالبيتهم الكاسحة من الحزب فيما هناك خسائر لحركتي الجهاد وحماس الى خسائر لحركة أمل فضلاً عن سقوط نحو 30 مدنياً.
وفي كل الأحوال ثمة من يرى أن استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه منذ خمسة أشهر يفتح الأبواب أمام احتمالات شتى تعاكس تصورات الحزب خصوصاً إذا ما نفذت إسرائيل وعيدها بأيام أكثر سخونة وبتوسيع لأمداء المعركة وتكثيف النيران.