بعد فشل “الوطني الحر” في استقطاب “حزب الله” أو أقلّه إلزامه بسحب ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية، وجد نفسه وحيداً وعاجزًا عن التراجع لبناء تحالف جديد وحيوي مع “الحزب” فكان الخلاف الكبير الذي بات يطغى على علاقة الطرفين هو الحلّ.
في الوقت نفسه تبدو “القوات اللبنانية” معزولة الى حدّ ما مقارنة بعلاقاتها السابقة حين كانت متحالفة مع “قوى الرابع عشر من آذار”، وحافظت على علاقة متينة مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي وقوى سياسية أخرى مقرّبة من “حزب الله”، حيث أنه اليوم، وبمعزل عن تحالفها مع قوى المعارضة المنقسمة على نفسها، باتت “القوات” بحاجة الى حليف جدّي تحديداً على الساحة المسيحية.
إذاً، فإنّ حاجة “التيار والقوات” الى التحالف باتت كبيرة جداً، لكنّ احداً من الطرفين لا يملك القدرة حتى الآن لتقديم تنازلات متبادلة للتوصلّ الى تحالف جدّي، سيما وأن الثقة بين الطرفين تبدو شبه معدومة. وترى مصادر سياسية مقرّبة من معراب أن تحالف “القوات – التيار” من شأنه أن يؤمّن مكاسب جدية على المستوى السياسي من بينها تثبيت ما يمكن وصفه بـ “الفيتو المسيحي” والذي سيؤدي بشكل أو بآخر الى زيادة حصّة المسيحيين في رئاسة الجمهورية.
وتعتبر المصادر أن تحالف “ثنائي القوات والتيار” في حال حصل، سيدفع المجلس النيابي نحو توازن جديد، غير أنه، بحسب ما وصفت المصادر، سيكون سلبيًا للغاية، إذ إن الفيتو الشيعي على أيّ مرشّح غير فرنجية سيقابله فيتو مسيحي على فرنجية، وهذا سيؤدي حتماً الى فشل أي عملية تقارب بين الطرفين ويزيد من قدرة القوى المسيحية وتحديداً “القوات والتيار” على فرض حصولهم على مكاسب في الاستحقاق الرئاسي والملفات السياسية الاخرى المطروحة على الطاولة