لكن مصادر مطلعة اعتبرت ان تصريحات قاسم فيها الكثير من المجاملة ومحاولة لعدم الدخول في كباش اعلامي وسياسي مع “التيار” في هذه اللحظة، علما ان قاسم معروف بتصريحاته الفجة والصريحة، وعليه فإن تراجع السيد حسن نصرالله عن مدح التيار وتصدي قاسم لمثل هذا الدور دليل على الواقع الحالي.
وترى المصادر انه وبالرغم من المجاملة كان لافتاً تأكيد قاسم أن الحزب لا يريد لاحد ان يدخل بينه وبين الرئيس السابق ميشال عون وهذا ما ظهر كتصويب ناعم على رئيس “التيار” جبران باسيل.
ومن المرتقب أن يزور وفد من “حزب الله” برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عون اليوم.
وبحسب مصادر مطلعة فان الزيارة لا ترتبط بالتباينات مع “التيار الوطني الحر”، بل تهدف فقط الى إعادة تطبيع العلاقات مع عون بعد موقفه المعترض على مشاركة حزب الله في اسناد جبهة غزة بالدعم عبر جنوب لبنان”.
“حمائم التيار” صقور
وفي سياق متصل، لوحظ أنه بعد الحديث التلفزيوني لعون عن علاقة “التيار الوطني الحر” بـ “حزب الله” فان الذين كانوا يُعتبرون “حمائم” اتفاق “مار مخايل”، والذين كانوا يدافعون عنه حتى الأمس القريب قد تحّولوا بين ليلة وضحاها إلى “صقور” تهاجم هذا الاتفاق، كما أن أشدّ الذين كانوا متحمسين لهذا الاتفاق، وهم من بين الذين شجعوا على توقيعه بعدما كانت لهم بصمات في صياغته النهائية، ذهبوا إلى حدّ اعتبار “أن “حزب الله” قد استفاد مئة مرّة من هذا الاتفاق أكثر مما استفاد منه “التيار”.
ووفق بعض الأوساط، التي لا تزال تربطها علاقة وطيدة مع كل من “ميرنا الشالوحي” و”حارة حريك”، فإن “حزب الله” لم يعد متحمسًا كثيرًا لعودة المياه إلى ما كانت عليه، ولو انه سيقوم بخطوة زيارة عون في دارته.
من جهة أخرى، يبدو أن كلمة الرئيس عون لا تزال مسموعة عند أغلبية المنتمين إلى “التيار الوطني الحر”، الذين يعتبرون أن وجود الرئيس عون هو من بين الأسباب الرئيسية، التي لا تزال تجعل “التيار” “واقفًا على رجليه”، وأن تدّخله الشخصي في كثير من الأحيان يحول دون المزيد من اهتزاز وضعية “التيار” من الداخل، وتحول دون “فرطه”.