وبحسب الموقع، “لقد كان نتنياهو واضحاً منذ تشرين الأول في أهدافه المتمثلة بمحو حماس “من على وجه الأرض” وتحقيق “نزع السلاح الأبدي في غزة” باعتبارها قابلة للتحقيق، وقد دعمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأمر، سواء شفهياً أم تطبيقياً. وفي وقت مبكر من الصراع، دعا بايدن إلى القضاء على حماس، وأصبح دعمه للحملة العسكرية الإسرائيلية أكبر مع تزايد الخسائر البشرية الناجمة عن الصراع، لكن المقترحات السياسية الأخيرة للبيت الأبيض تظهر إيمان إدارته العنيد بفكرة أن الجيش الإسرائيلي قادر في الواقع على تدمير المجموعة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007. وبالنسبة لرؤية الإدارة الأميركية لغزة ما بعد الحرب، فإنها مقتنعة بأن السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية ستكون قادرة على ملء فراغ السلطة الذي خلفته حماس”.
وتابع الموقع، “مع ذلك، فإن الافتراضات القائلة بأن حماس شارفت على الانقراض ليست صحيحة. لا بل على العكس من ذلك، فهناك أدلة متزايدة يوما بعد يوم على أن الحملة العسكرية الإسرائيلية فشلت في القضاء على قدرة الجماعة على ممارسة العنف. وفي الواقع، فقد تنامت قوة الجماعة خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. ومن الأهمية بمكان أن يستوعب صناع السياسات هذا الواقع وأن يفهموا أنه على الرغم من ادعاءات نتنياهو، فإن التكلفة البشرية لهذه الحرب لا تنتج أي نوع من النصر الاستراتيجي الكبير لإسرائيل. إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد للمضي قدما”.
وأضاف الموقع، “المؤشر الأوضح على الفجوة بين الخطاب الإسرائيلي بشأن هزيمة حماس وواقع قدرة الحركة على الصمود يتمثل في شمال غزة، حيث ركزت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية غزوها البري لأول مرة. وبعد ثلاثة أشهر من القتال، تزايدت حدة العمليات الإسرائيلية في وسط وجنوب غزة، وبمجرد تكرار الأساليب الوحشية هناك، فسوف تُهزم حماس إلى الأبد. لكن قبل نهاية الشهر، قدر محللون في معهد دراسة الحرب ومعهد إنتربرايز الأميركي أن “حماس والمجموعات الفلسطينية الأخرى من المرجح أن تكون في المراحل الأولى من إعادة تشكيل حكمها وقدراتها العسكرية في شمال قطاع غزة”. وفي الحقيقة، من الواضح أن الجماعة لا تزال قادرة على استخدام المنطقة كقاعدة للتهديد”.
وبحسب الموقع، “بحلول أوائل شهر شباط، كان مسؤولو المخابرات الأميركية يقولون للكونغرس إن إسرائيل “ليست قريبة” من القضاء على حماس. وبحلول أواخر شباط، شنت حماس والمجموعات الأخرى ما لا يقل عن 92 هجوماً ضد القوات الإسرائيلية. ببساطة، لم يتم القضاء المفترض على حماس، حتى في المنطقة التي اكتملت فيها الحملة العسكرية الإسرائيلية بنجاح. وعلى الرغم من هذه الهجمات، فإن الحكومة الإسرائيلية تتمسك بسرديتها المنتصرة، وكثيراً ما تدعمها من خلال الإشارة إلى تقديرات داخلية للأعداد الهائلة من مقاتلي حماس الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية على مدار الحرب. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تحسب كل رجل بالغ قتلته في غزة على أنه مقاتل من حماس، وهو افتراض سخيف. ورغم أن حماس منيت بخسائر كبيرة، فإن العدد المحتمل لمقاتليها الذين قتلوا أقل بكثير مما يعلنه الجيش الإسرائيلي”.
وتابع الموقع، “كما ولا يبدو أن الحرب قد أضرت بحماس سياسيا. وبحسب استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الضفة الغربية وقطاع غزة فإن أشهر القصف لم تسفر عن انخفاض الدعم لحماس في القطاع، لا بل على العكس من ذلك، ارتفع دعم حماس كحزب سياسي بشكل طفيف في غزة وبشكل كبير في الضفة الغربية منذ الاستطلاع السابق الذي أجراه المركز الفلسطيني للأبحاث السياسية في أيلول 2023. في الواقع، لا تشير أي من هذه البيانات إلى أن الفظائع التي يلحقها الهجوم العسكري الإسرائيلي بالفلسطينيين في غزة تحقق الهدف المعلن للحكومة الإسرائيلية، والحقيقة أن حماس تبدو وكأنها تزداد قوة سياسياً نتيجة للحرب”.
وبحسب الموقع، “إن السيناريو الذي يبدو مستبعداً للغاية هو السيناريو الذي تختفي فيه حماس، بعد أن تسحقها القوة العسكرية الإسرائيلية. فحرب نتنياهو في غزة لم تقترب بأي حال من الأحوال من تدمير منفذي هجمات 7 تشرين الأول. ومع ذلك، يبدو أن صناع السياسات في إسرائيل والولايات المتحدة يتخذون قراراتهم بشأن الاستراتيجية العسكرية والإدارة السياسية المستقبلية لكل من غزة وفلسطين على أساس ادعاءات نتنياهو الكاذبة. ومن الأهمية بمكان أن نتقبل حقيقة أن حماس سوف تنجو على الأرجح من هذه الحرب. وعلى المدى الطويل، فإن خطة ما بعد الصراع التي ترتكز على إنكار قدرة حماس المستمرة على ممارسة العنف من المرجح أن تؤدي إلى زيادة قوة الجماعة”.
وختم الموقع، “أصبح الصراع الآن عند مفترق طرق، خاصة مع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما ورد، وما زال نتنياهو يتعهد بالمضي قدماً في هجوم كارثي على رفح. إذاً، يتعين على القادة أن يكونوا واضحين بشأن مخاطر اللحظة الراهنة. في الواقع، لا يوجد خيار مطروح على الطاولة لتحقيق نصر إسرائيلي سريع، بل هناك خيار فقط بين تخفيف المعاناة التي لا توصف للمدنيين في غزة أو تعميقها”.