وتعتمد المملكة على الأسواق الدولية لتلبية احتياجاتها من المواد الخام لإنتاج زيت المائدة، إذ تبلغ احتياجاته من زيوت النباتات نحو 622 ألف طن سنوياً، يتم تأمين 1% منها من الإنتاج المحلي، فيما يتم استيراد الباقي من الخارج بتكلفة بلغت 7.3 مليار درهم (730 مليون دولار) عام 2023 منخفضة 15% على أساس سنوي، بحسب أرقام مكتب الصرف، الهيئة الحكومية المعنية بإحصاءات التجارة الخارجية.
وذكر الباركة، الذي يترأس الفيدرالية التي تضم المزارعين والشركات العاملة في القطاع، أن توالي مواسم الجفاف وما ينتج عنه من ارتفاع لدرجة الحرارة وقلة هطول الأمطار يؤثر بشكل كبير على الإنتاج المحلي حيث تشهد البلاد سنة الجفاف السادسة على التوالي.
اكتفاء بنسبة 15%
وعانت “لوسيور كريسطال” (Lesieur Cristal)، أكبر شركة منتجة لزيوت المائدة في المملكة، من ارتفاع أسعار المواد الأولية في السوق الدولية حيث هوت أرباحها الصافية العام الماضي 99% إلى 2.5 مليون درهم (250 ألف دولار)، بعدما قامت بخفض أسعار منتجاتها لتفادي التأثير على القدرة الشرائية للمواطنين.
ورغم اعتماد المملكة على الاستيراد من أسواق خارجية، على رأسها الاتحاد الأوروبي والأرجنتين والولايات المتحدة، فإنها لم تشهد أزمة في الإمدادات حيث تعمل الشركات الست في القطاع على تكوين مخزون كاف من المواد الأولية وتنويع مصادر الاستيراد.
ضعف العائد
ويترقب قطاع النباتات الزيتية مساهمة من الدولة بقيمة تتجاوز أكثر من ملياري درهم (200 مليون دولار) لدعم هذه الزراعة للفترة المتبقية من العقد الجاري بهدف الوصول إلى مساحة تناهز 130 ألف هكتار، بإنتاج سنوي يبلغ 220 ألف طن.
ولمواجهة تأثير التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي، أوصى الملتقى المغاربي للنهوض بمنظومة النباتات الزيتية بضرورة توفير أصناف البذور المتكيفة مع الظروف الفلاحية، والحد من مخاطر تقلبات الأسعار الدولية في السوق المحلية من خلال أنظمة تنظيم الأسعار ودعم ومواكبة المزارعين لرفع الإنتاجية. (الشرق للأخبار)