رمضان ممزوج بالحزن في رفح: كل شيء صار كئيباً!

11 مارس 2024
رمضان ممزوج بالحزن في رفح: كل شيء صار كئيباً!

تستقبل هناء المصري وزوجها وأطفالهما الستة شهر رمضان بشكل مختلف بلا أية زينة أو وجبات تجمع العائلة في حالة من البهجة بعدما أجبروا على النزوح من منزلهم في خان يونس قبل 10 أيام.

فقد فرت عائلة المصري من خان يونس بعد دعوة الجيش الإسرائيلي للعائلات في منطقتهم بالخروج حفاظا على سلامتهم. وحسب تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية، فقد قررت الأسرة الفرار إلى رفح الحدودية مع مصر، لتنضم إلى أكثر من مليون شخص يعيش السواد الأعظم منهم في خيام وسط ظروف إنسانية صعبة.

وقالت المصري للصحيفة: “بناتي اعتدن ادخار أموالهن لشراء الزينة، وفي كل عام كنت أختار فانوسا جديدا لشهر رمضان. الوضع محبط وصعب للغاية”.

وتحدثت السيدة بأسى إلى الصحيفة، حول الشهر المقدس لدى المسلمين الذي بدأ الإثنين، دون طقوس معتادة مثل إعداد وجبة السحور أو الإفطار، وقالت: “كنت أحب إعداد وجبة من الجبن والمربى والفول والبيض لإطعام أسرتي قبل بدء الصيام ليتحملوه، قبل إعداد وجبة لذيذة على الإفطار”.

كما تذكرت عاداتها خلال شهر رمضان، قائلة: “بعد صلاة الفجر كنت أجلس في حديقتي أتلو القرآن.. والآن حديقتي في حالة خراب”.

ووضعت الحرب المتواصلة منذ 5 أشهر، أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يشكّلون الغالبية العظمى من السكان، أمام خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.

منذ عدة أسابيع، أبدى مسؤولون أميركيون رغبتهم في رؤية اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في غزة، خلال الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، بينما تسارعت وتيرة المفاوضات غير المباشرة بينهما، والتي لعبت فيها واشنطن دورا مهما إلى جانب مصر وقطر.

وحذرت جماعات الإغاثة من “حمام دم” إذا شنت القوات الإسرائيلية هجوما على المدينة.

وأضافت المصري للصحيفة البريطانية: “لست الوحيدة التي تتوق إلى الحفاظ على العادات. كنت وجيراني نزين الشوارع بالأضواء والفوانيس، لكن كل شيء حولنا صار كئيبا. الشوارع تحمل ندوب القصف الإسرائيلي والمجتمع في حالة حداد”.

وفشلت كل مساعي تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، فيما ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى 31045، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع، نقلتها وكالة فرانس برس.

واندلعت الحرب في أعقاب هجوم شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول، أسفر عن مقتل 1160 شخصا، غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام إسرائيلية رسمية.

باتت هناك “حلقة مفرغة” تدفع سكان شمالي قطاع غزة للمجاعة بعد منه أي مساعدات من الوصول للمناطق الشمالية، حيث أدى القصف الإسرائيلي إلى تحويل المراكز الحضرية لأنقاض، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير جديد لها.

ونقلت وكالة رويترز، عن أم لخمسة أطفال تدعى مها، وهي نازحة في رفح، قولها: “لا يوجد طعام، ولا نملك سوى بعض المعلبات والأرز، وتباع معظم المواد الغذائية بأسعار جنونية”.

وأوضحة أنها اعتادت أن تملأ منزلها بالزينة استقبالا لشهر رمضان، وثلاجتها لا تخلٌ عادة من المواد الغذائية اللازمة لوجبات الإفطار، مضيفة: “لم نقم بأي استعدادات لاستقبال شهر رمضان لأننا نصوم منذ 5 أشهر”.

يذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعهد، الأحد، خلال تهنئته للمسلمين بحلول شهر رمضان، باستمرار جهود إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة “برا وبحرا وجوا”.

وقال في بيان: “بينما يجتمع المسلمون في جميع أنحاء العالم خلال الأيام والأسابيع المقبلة لتناول طعام الإفطار، فإن معاناة الشعب الفلسطيني ستكون في مقدمة أذهان الكثيرين، إنه أمر في ذهني أيضا”.

وحول الأوضاع في غزة، قالت نهاد الجد، لوكالة رويترز، بعد نزوحها مع عائلتها إلى رفح: “رغم أن رمضان شهر مبارك هذا العام ليس مثل كل عام، فإننا صامدون وصابرون، وسنستقبل شهر رمضان كعادتنا بالزينة والأغاني والدعاء والصيام”.

وتابعت: “في رمضان المقبل، نتمنى أن تعود غزة، ونأمل أن يتغير كل الدمار والحصار في غزة، ويعود الجميع في حال أفضل”.