وخلال اتصال احدى ابرز تلك القيادات بديبلوماسي عربي للاستفسار عن طبيعة هذه الخطوة، سمع منه كلاما صريحا مفاده “اذا كان مصير الجبهتين اللبنانية والفلسطينية مترابطا عسكريا بشكل او بآخر، فانه من الخطأ ربط النتائج بعضها ببعض، واذا ظن احد ما ان حزب الله سيدفع ثمنا متوازيا لم يمكن ان تدفعه حركة حماس، فهو مخطىء في حساباته، لانه وبغض النظرعن النتائج الميدانية والسياسية للحرب في غزة، فان المعادلة التي ارساها حزب الله في الجنوب مختلفة تماما، ويبدو انه سينجح في توظيفها على نحو جيد، وعلى اكثر من صعيد”.!
والامر المقلق راهنا، ان المعارضة لم تحصل على اي كلام مطمئن من السعوديين او الاميركيين، يوحي بانهم سيخوضون معركة جدية على الساحة اللبنانية للحد من نفوذ حزب الله. وتبدو المؤشرات الراهنة مقلقة للغاية، بعدما تبين ان الملف اللبناني وخصوصا الاستحقاقات الداخلية، لا تحتل الاولوية في الرياض او واشنطن. في وقت تبدو فيه “اسرائيل” عاجزة عن التعامل مع المواجهات جنوبا، وهو امر اقرت به صحيفة “جيروزاليم بوست الإسرائيلية”، التي اشارت الى ان “اسرائيل” عاجزة على مواجهة جبهات متعددة، كما حدث في عامي 1967 و1973، وقالت” ان صواريخ حزب الله أجبرت “اسرائيل” على إخلاء أجزاء من الشمال، وهو قرار غير مسبوق”. وأشارت إلى “أن محاولة التركيز على جبهة واحدة، وعدم الانجرار إلى حرب كبرى مع حزب الله، أمر لا يزال يترك علامات استفهام، وبعد خمسة أشهر الحزب لا يبدو انه مستعد للتنازل”.