وكتبت” النهار”: لم يكن خافيا ان مجمل الأوساط السياسية والديبلوماسية نفسها، رصدت بدقة وترقب شديد الأنباء المستجدة في الساعات الأخيرة عن ملامح تقدم ولو خجولة ونسبية في المحادثات والجهود الديبلوماسية الجارية للتوصل الى هدنة في غزة اكثر من رصدها لاي تطور آخر. وبدا ذلك اثباتا لعدم امكان الذهاب بعيدا في توقعات وتقديرات متفائلة حيال امكان عزل الجهود والتحركات التي قامت وتقوم بها مجموعة السفراء الخمسة للولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر عن مآل الوضع المتفجر في الجنوب اللبناني حيث بدأت معالم الخسائر البشرية بالشهداء والضحايا كما معالم الدمار في البلدات والقرى والمنازل والحقول تتكشف عن كارثة كبيرة لم يعد ممكنا التستر عليها وحجب حجمها المتعاظم يوما بعد يوم. ولكن يبدو ان الأيام الأخيرة حملت ملامح متقدمة نسبيا نحو ازدياد احتمالات الاتجاه الى تبريد الجبهة المتفجرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بدليل ان انحسارا نسبيا سجل في وتيرة المواجهات وتبادل العمليات الحربية قياسا بالمنسوب العنيف والحاد الذي كان سائدا في الأيام السابقة. واكد مصدر واسع الاطلاع لـ”النهار” ان ثمة زخما ديبلوماسيا متجددا لكل من فرنسا والولايات المتحدة يصب في خانة احياء الاقتراحات التي طرحها كل من الجانبين على لبنان وإسرائيل. علما ان هذه الاقتراحات والأفكار التي باتت معروفة تتقاطع عند الكثير من بنودها ونقاطها ولا تزال مطروحة على طاولات البحث لدى المسؤولين في كل من لبنان وإسرائيل.
ولفت المصدر الى ان اليومين الأخيرين شهدا دفعا ملحوظا في الكواليس الدولية لتهدئة الجبهة اللبنانية اسوة او انتظارا لمحادثات الهدنة في غزة، وان طرح التقرير الاممي الدوري للامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701 وما اعترض تنفيذه اتسم بتحريك لافت هذه المرة للجهود الديبلوماسية لمنع بلوغ الوضع في جنوب لبنان حافة الحرب الشاملة في ظل ما أورده التقرير من وقائع شديدة الخطورة اثارت قلق مجلس الأمن. وفي ظل هذا المشهد الميداني – الديبلوماسي الساخن المتصل بالوضع في جنوب لبنان، استبعد المصدر نفسه أي تطورات بارزة جديدة في تحرك مجموعة السفراء الخمسة حاليا ريثما تتضح معالم التطورات في الجنوب علما ان تأجيل ما تبقى من اللقاءات والزيارات التي باشرها بها السفراء الى ما بعد عيد الفطر يبقي مجمل الأوضاع السياسية على جمودها كما يبقي الأولوية في الاهتمامات السياسية والديبلوماسية لترقب تطورات الجنوب ودلالاتها المقبلة. وعلم في هذا السياق ان السفير السعودي وليد بخاري غادر لبنان امس الى السعودية وسيمكث هناك الى ما بعد عيد الفطر.
وكتبت” نداء الوطن”: غادر السفير السعودي وليد البخاري أمس إلى الرياض في إجازة تستمر الى ما بعد عيد الفطر. وأكد مصدر واسع الاطلاع أنّ «تعليق سفراء اللجنة الخماسية لقاءاتهم مجتمعين مع القيادات اللبنانية، الى ما بعد عيد الفطر، لا يعني أنّ الحراك المتصل باعادة انتظام المؤسسات الدستورية قد توقف».
وكشف المصدر أن الحراك القطري «سيبقى على زخمه»، سواء عبر السفير القطري سعود بن عبد الرحمن ال ثاني، أو من خلال الزيارات العلنية أو البعيدة من الأضواء التي تقوم بها قيادات لبنانية الى الدوحة. وفيما رجح المصدر ان يلبي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الدعوة لزيارة قطر يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، أوضحت مصادره أنّ الموعد لم يتحدد بعد.
وكتبت” اللواء”: كشفت مصادر ديبلوماسية ان لجنة السفراء الخمسة، ستتحول بدءا من اليوم إلى لجنة من سفيرين فقط، بعد مغادرة سفراء المملكة العربية السعودية ومصر وقطر الى بلدانهم بدءا من اليوم، لقضاء ما تبقى من شهر رمضان المبارك هناك وتمضية عطلة عيد الفطر المبارك هناك، ما يعني بقاء سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا فقط في لبنان، واقتصار حركتهما منفردين حتى عودة السفراء الثلاثة من بلدانهم إلى لبنان بعد عيد الفطر المبارك، ما يعني عمليا تجميد حركة اللجنة الخماسية في الوقت الحاضر.
واشارت المصادر إلى ان ما تسرب من معلومات عن زيارة وفد اللجنة الخماسية إلى بكركي ومعراب ولقائه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، لا يؤشر إلى أي تقدم ولو جزئي في مهمة اللجنة لانتخاب رئيس للجمهورية، بل سجل عجز ملموس، لدفع مهمتها قدما إلى الامام، استنادا إلى الاجواء التي نقلت عن أجواء المجتمعين، ما يعني ان ما قامت به اللجنة الخماسية حتى الان، مراوحة مكانها، بالرغم من اهمية الزيارات التي قامت بها، والافكار التي استمعت اليها منهم جميعا.
وجاء في” الديار”:وصف بعض المقربين من الذين التقوا السفراء الخمسة، ان الجولة الاولى لم تحمل جديدا، «كل يغني على ليلاه «، وكرر الاقطاب مواقفهم المعروفة والمعلنة في وسائل الإعلام دون «زيادة او نقصان» وحسب ما نقل، فان الفريق المسيحي بكل تلاوينه الدينية والسياسية شدد على ضرورة فتح أبواب المجلس النيابي وعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس محملين الرئيس نبيه بري المسؤولية عن عدم الدعوة إلى عقد جلسة انتخاب الرئيس، لكن هذا التوافق، لم يخفف من التباينات العميقة بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع، فاسترسل الحكيم بحملاته العنيفة ضد حزب الله ورئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، وعلى» الناعم» تجاه بري، ولم يوفر عون أحدا من الذين عرقلوا عهده وافشلوا المحاسبة، وفي المقلب الاخر، اكد بري على الحوار بين كل المكونات السياسية للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فيما شدد جنبلاط على الاسراع بانتخاب الرئيس بعيدا عن الاسماء وتاييد دعوة بري الى الحوار وتقديم كل التسهيلات، وبالتالي اقتصرت الجولة الأولى على الاسئلة والاجوبة المتبادلة والاستفسارات التي تجاوزت الملف الرئاسي إلى غزة والمنطقة وتحديدا من قبل السفيرة الاميركية جونسون، وحسب ما نقل، فان الجولة تجنبت كليا الأسماء و الخيار الثالث والفيتوات، وشدد السفراء على ضرورة الاسراع في انتخاب الرئيس تجنبا لأية منزلقات في هذا الظرف الاستثنائي الذي يفرض وجود رئيس للجمهورية، و اكدوا على دورهم المساعد فقط، ودعوا الاطراف إلى الحوار وإزالة التباينات واكتفوا بالعموميات مع تأييد دعوات بري للحوار والتاكيد على تطبيق الدستور، رغم ان السفراء حاولوا خلال اللقاءات اظهار موقفهم الموحد من الاستحقاق وعدم وجود تباينات بينهم وتحديدا بين الاميركيين والفرنسيين وبين السعوديين والقطريين كما نشر في وسائل الإعلام.
واشارت مصادر نيابية لـ«البناء» الى أن «حراك اللجنة الخماسية لن ينتج رئيساً للجمهورية في المدى المنظور، وأعضاء اللجنة عبروا عن هذه القناعة خلال اجتماعاتهم مع القيادات السياسية، كما لن يحلوا مكان القوى السياسية والنيابية والقيام بدورها السياسي والدستوري والوطني، لكن دور اللجنة يتمحور حول تقريب وجهات النظر وتقديم أفكار للتوفيق بين القوى السياسية والبحث عن قواسم مشتركة وآلية للحوار لانتخاب رئيس بالتوافق لا بفرض المرشحين والشروط». ولفتت المصادر الى أن حراك الخماسية وكتلة الاعتدال يهدف لتحضير الساحة الداخلية عبر طاولة حوار أو نقاش وطني حتى انتهاء الحرب في غزة وانطلاق المفاوضات على ترتيبات أمنية على الحدود والشروع بانتخاب رئيس للجمهورية عندما تنضج الظروف الإقليمية والدولية».
السفير المصري
وغداة انتهاء المرحلة الاولى من جولة سفراء المجموعة الخماسية على القيادات اعلن السفير المصري علاء موسى “أن ما لمسته اللجنة الخماسية من رئيس مجلس النواب نبيه بري في اللقاء الاول والثاني هو موقفه الواحد وقد أبدى كلّ رغبة في انجاز الاستحقاق”، مشددًا على “أن اللجنة لا تتحدّث في الأسماء لأنه ليس من دورها بل تبحث عن أرضية مشتركة بين الفرقاء”. وقال “ما تهدف اليه الخماسية هو تطبيق الدستور والبعض لديه مخاوف من الحوار ، لكن لم يتم انتخاب رئيس في اي زمن في لبنان بدون حوار والفارق بين الحوارات السابقة والحالية انها برئاسة بري ويجب ألا نتحدث عن شكل الحوار”. وأشار إلى ان “هناك 3 مراحل: الاولى تتطلّب التواصل مع مختلف الكتل والحصول على التزام منهم في الملف الرئاسيّ والثانية القيام بمشاورات ومداولات والثالثة الذهاب الى مجلس النواب والانتخاب والاهم بين هذه المراحل هي الاولى”. وأوضح “إننا سنلتقي الكتل كافة والآن يجري تحديد المواعيد ومِن السفراء مَن سيأخذ اجازة طويلة من منتصف شهر نيسان ولهذا السبب أرجأنا اللقاءات الى بعد عيد الفطر”. واعتبر أن “المقاربة الافضل والاكثر منطقية في الموضوع الرئاسيّ هي بالحصول على الالتزام من قبل الكتل كافّة”.
ولوحظ ان النائب جبران باسيل استقبل في منزله امس السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو غداة زيارة السفراء الخمسة للرئيس السابق ميشال عون في الرابيه . وأفاد بيان وزعه المكتب الإعلامي ل”التيار الوطني الحر” بأن “الطرفين بحثا في مجمل مواضيع الساعة، وكانت وجهات النظر متطابقة على عدد كبير من النقاط” . واستبقى باسيل السفير الفرنسي إلى مائدة الغداء.