وارتأت الوثيقة أن المطلوب هو التشاور والوحدة حول الثوابت الوطنية وخير لبنان الأسمى، استعادة الفاعليّة المسيحيّة في المعادلة الوطنية وفي المفاوضات الإقليمية والعالمية، ثم وضع خطة استراتيجية مستقبلية قابلة للنجاح مع ضرورة أن تحافظ على هويّة لبنان ودوره الحضاريّ. وذكّرت الوثيقة في الثوابت التاريخية للمسيحيين والمسلمين شمولاً في الحريَّة، العيش المشترك، الطابع التعدّدي للمجتمع، الطابع المدني للدولة ورفض أيّ انسياق لنظام ديني، الميثاق الوطني، الالتزام بالقرارات الدولية، حقّ الدولة في بسط سيادتها على كامل أراضيها، الالتزام الأخلاقي في مواجهة الفساد، تنفيذ الإصلاحات البنيويّة التي وردت في اتّفاق الطائف، السعي الثابت لإحقاق العدالة، وضع وتنفيذ سياسة عامّة تقي لبنان مخاطر أي توطين. وطرحت الوثيقة مساراً للمعالجات انطلاقاً من حلّ أي إشكال داخل البيت الواحد بالحوار، انتخاب رئيس للجمهورية يطبّق الدستور، التمسّك بالشرعية الوطنية، توفير مقوّمات صمود الشعب، تقديم خطّة تعافٍ اقتصادية مالية، تحييد لبنان ثم حياده، حصر السيادة في حمى الجيش اللبناني والقوى الشرعية، فكّ عزلة لبنان العربية والدولية واستعادة دور لبنان الرائد في العالم العربي.
يرى القيادي في حزب الكتائب المحامي ساسين ساسين أنّ “ما يهمنا من الوثيقة التوصّل إلى قرار وطنيّ مشترك، ونعمل كلّ ما يمكن من أجل قرارت وطنية حول عناوين أساسية أبرزها احترام الدستور وبسط سيادة الدولة على كافة أراضيها. وتعتبر هذه النقاط مشتركة بين المكونات اللبنانية بهدف الوصول إلى أرضية واحدة بين كافة الطوائف للطلب من المجتمع الدولي المساعدة في بلورة قيام الدولة. إنّ كلّ مرحلة لها ظروفها مع التذكير في أنّ “قرنة شهوان” كانت تجتمع في الماضي من دون أفق للأهداف التي كانت تعمل عليها قبل انعقاد اجتماعات “البريستول” حتى أتت الظروف المساعدة نحو انتفاضة الاستقلال”. في تأكيده، “لا بدّ من أرضية وطنية حاضرة حالياً في انتظار تبلور مرحلة مساعدة خصوصاً أنّ بكركي تشكّل مرجعاً وطنيّاً وستكون هناك فرصة تنفيذية للوثيقة إذا لاقت موافقة على نطاق الأطراف غير المسيحيين. نعوّل على وطنية اللبنانيين ونعي أن كثراً يتفقون على عناوين أساسية ونحن اليوم في صدد إعداد أفكار معينة. إنّ الوثيقة تطرح هواجس وطنية لا بدّ أن تكون حاضرة لدى كلّ المكونات اللبنانية التي تتلاقى في العناوين السيادية”.