تطرّقت تقارير إسرائيلية عديدة إلى العمليات التي يقوم بها “حزب الله” ضد الجيش الإسرائيلي، سواء من خلال الطائرات من دون طيار أو تلك الهادفة لضرب أجهزة التجسس الإسرائيليّة على طول الحدود، وآخرها عملية إسقاط المنطاد التجسسي.
ونشر موقع “ماكو” الإسرائيليّ تقريراً جديداً وصف فيه الطائرات المُسيرة التي يستخدمها “حزب الله” بـ”التهديد الذي يصعب على نظام الدفاع الإسرائيلي التعامل معه”.
وفي تقريره الذي ترجمهُ “لبنان24″، قال الموقع إنّ تلك الطائرات تصيب الجنود وتلحق الدمار بالمنازل والقواعد، كما أنها ترفع مستوى الخطر والقتال مع مرور الأيام.
وتحدث التقرير عن الهجوم الذي نفذه “حزب الله” مؤخراً ضد موقع المطلة الإسرائيلي بواسطة طائرة مُسيرة مُحملة بصواريخ “S5″، وقال: “لقد أطلقت الطائرة من دون طيار صاروخين باتجاه الموقع. وفي إطار المعلومات، فإن مدى صاروخ S5 يتراوح بين 3 و 4 كيلومترات كما أن طوله يصل إلى 1.4 مترات فيما وزنه يصل إلى 5 كيلوغرامات. مع ذلك، فإن هذا الصاروخ يُظهر قدرات جديدة ضد الجيش الإسرائيلي الذي يواجه صعوبة في التعامل مع هذا التهديد”.
يلفت التقرير إلى أنَّ “حزب الله” يزيدُ من إستخدام الطائرات من طيار الإنتحارية والتي تتمكن من اختراق الحدود وتتسبب بإصابات وأضرار، ويضيف: “تُشير التقديرات إلى أنّ الحزب يمتلك عدة آلاف من الطائرات من دون طيار التي تمكن من تهريبها إلى لبنان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية التي طالت شحنات الأسلحة الإيرانية في سوريا طيلة السنوات الماضية”.
وأكمل: “حقيقة أنّ حزب الله يمتلك طائرات مُسيرة انتحارية أو هجومية أو لجمع المعلومات الإستخباراتية ليست جديدة، فقد استخدمها في وقتٍ مُبكر من حرب لبنان الثانية عام 2006، وفي السنوات التالية تمكنت القوات الجوية الإسرائيلية من اعتراض العديد من تلك الطائرات التي أطلقها الحزب، وأبرز حادثة في هذا الإطار كانت عام 2022 حينما أطلق الحزب طائرات باتجاه منصة كاريش للغاز في البحر، الأمر الذي استدعى رداً إسرائيلياً باتجاهها من خلال اعتراضها”.
وتابع: “لماذا لا يتكرر أمام لبنان، سيناريو اعتراض الهجوم الإيراني الذي طال إسرائيل قبل نحو شهر؟.. حينها، كانت هناك معلومات استخباراتية تفيد بإمكانية إطلاق حوالى 100 طائرة مقاتلة في الجو، كما أنه سيكون هناك انتظار لتلك الطائرات في مواقع محددة مسبقاً. كذلك، فإن الطائرات الإيرانية استغرقت وقتاً طويلاً للوصول إلى إسرائيل، مما أعطى المعترضين مزيداً من الوقت للتحضير”.
وأضاف: “كل هذا غير موجود في حالة حزب الله ولبنان. يطلق حزب الله الطائرات من طيار على نطاقات قصيرة جداً، في حين أن مستوى تحليق تلك الطائرات منخفض جداً، مما يجعل من الصعب جداً على سلاح الجو الإسرائيليّ التعرف عليها وإطلاق النيران باتجاهها”.
واستطرد: “لقد تبين أكثر من مرة أنّ الطائرات من دون طيار التي اخترقت إسرائيل لم يتم اكتشافها من قبل نظام المراقبة على الإطلاق، ومن عثر عليها في النهاية كانوا مواطنين إسرائيليين. حتى في حالة الطائرات المقاتلة المتقدمة صواريخ جو – جو، فإنه يصعب اعتراضها بسبب الارتفاع المنخفض والسرعة البطيئة وصغر حجم الطائرة من دون طيار”.
وبحسب الموقع، فإنّ التقديرات تشير إلى أنهُ لدى “حزب الله” أكثر من 2000 طائرة من دون طيار من مختلف الأنواع، في حين أن الحزب يقوم بإنتاج بعض تلك الطائرات بنفسه، وبشكل أساسي في بعلبك – البقاع.
ويدعى “ماكو” أن إنتاج تلك الطائرات يجري بمساعدة إيرانية، علماً أن تهريب الأسلحة من طهران إلى “حزب الله” في لبنان يتم منذ سنوات عديدة، وذلك على الرغم من الضربات الإسرائيلية التي هدفت لمنع مثل هذه العمليات.
ويشير التقرير إلى أنّ إسرائيل تعترف أيضاً بالمساعدة الإيرانية في تشغيل طائرات حزب الله من دون طيار، مشيراً إلى أنّ عناصر الحزب تلقوا تدريباتهم في إيران، وقال: “الطريقة التي يتم بها تشغيل الطائرات من دون طيار الإيرانية بسيطة نسبياً، فهي أدوات صغيرة وغير معقدة للطيران، ومعظمها مزود بنظام تحديد المواقع ونظام توجيه بالقصور الذاتي، مما يعني أن الفريق المشغل يغذي الطائرة بدون طيار ثم يطلقها نحو إسرائيل. ومن هنا تشق الطائرة طريقها بشكل مستقل حتى لحظة اصطدامها بالهدف. مع ذلك، تحتوي بعض الطائرات من دون طيار التي في أيدي حزب الله على كاميرا كهروضوئية تقوم بالإرسال إلى محطة أرضية في الوقت الفعلي”.
ويكمل: “الطائرة الرئيسية التي يستخدمها حزب الله في هجماته ضد إسرائيل هي ميرساد. وهذه نسخة من طائرة أبابيل الإيرانية، وهي طائرة صغيرة ذات رأس حربي يتراوح وزنه بين 20 و40 كيلوغراماً، وتصل سرعتها إلى حوالي 200 كيلومتر في الساعة”.
وتابع: “يقوم حزب الله بتشغيل أبابيل منذ عام 2004 على الأقل، وقد استخدمها أيضًا كثيرًا في حرب لبنان الثانية. ومنذ ذلك الحين، تمكنت إيران من تهريب عدة مئات من هذا النوع من المعدات إلى لبنان، وتقول التقديرات أن حزب الله تلقى فئة بارزة من هذه الطائرات وهي “أبابيل تي” التي تعتبر انتحارية”.
ولفت الموقع إلى أن الحزب يمتلك أنواعاً عديدة من الطائرات المسيرة، فيما تلك التي تهدف إلى جمع المعلومات والمراقبة تُعدّ ذات تهديد كبير، وقال: “لقد ساعدت هذه الأدوات حزب الله في تحديد مئات الأهداف ورصدها، وقد برزت نتائج جمع المعلومات من خلال تمكن الحزب من ضرب العديد من المواقع بما في ذلك تلك التي تم إنشاؤها خلال الحرب”.
ويكشف “ماكو” أيضاً أنه لدى الحزب طائرات من دون طيار صينية الصنع، ويمكن شراؤها بمبلغٍ زهيد جداً، موضحاً أنه ليس واضحاً عدد الطائرات التي اشتراها الحزب، فيما تقول التقديرات أن عدداً لا بأس به منها تم تطويره وتركيب رؤوس حربية متفجرة صغيرة على متنه.
“الحزب” أدرك ضعف الجيش الإسرائيلي
بدوره، قال موقع “واللا” الإسرائيليّ إن “حزب الله استخدم الطائرات بطريقةٍ منهجية”، مشيراً إلى أن “التنظيم تمكن من خلال هذه الطائرات من فحص طبيعة الرد الإسرائيلي واختبر مدى دقّة الأنظمة الإسرائيلية في كشف واعتراض تلك الطائرات، ومن ثم حاول أن يفهم ما هي أوقات الرد للقوات الجوية”.
وأردف: “أثناء إطلاقه وتشغيله الطائرات المُسيّرة على نطاقات مُختلفة، سعى الحزب في مرحلة أكثر تقدماً لتدمير أنظمة المراقبة والتحكم التابعة للجيش الإسرائيليّ على المدى القريب والبعيد. فعلياً، فإنّ الهجوم الممنهج الذي ينفذه الحزب على وحدة المراقبة في جبل ميرون هو جزء من الحملة الأساسية التي يقودها التنظيم اللبناني”.
ويلفت “واللا” إلى أنهُ منذ بداية الحرب، يطلق الحزب مئات الطائرات من دون طيار باتجاه إسرائيل، كما اخترق البنى التحتية والقوات العسكرية ومنازل المدنيين لتفجيرها وتدميرها، وقال: “اليوم، يُمكن القول إنَّ حزب الله أدرك ضعف الجيش الإسرائيلي، وأنَّ هجماته على أنظمة الكشف والإنذار ليست عرضية. كذلك، فإن إسقاط الحزب لمنطاد جوي تجسسي يهدف إلى تعمية سلاح الجو، في حين أنه يسعى من خلال ذلك لحماية نفسه من التهديدات”.