أخبرت الولايات المتحدة أوكرانيا لأكثر من عامين أن استخدام الأسلحة التي زودتها بها لضرب أهداف داخل روسيا أمر غير مقبول، ويهدد بتصعيد التوترات بين القوتين العظميين، ومع ذلك، نجح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نهاية المطاف هذا الأسبوع بانتزاع الموافقة.
وكشفت صحيفة “بوليتيكو” في تقرير استند إلى مقابلات مع 18 مسؤولا ومشرعا أميركيا وأوكرانيا وأوروبيا كيف تمكنت أوكرانيا من إقناع أميركا على اتخاذ الخطوة.
الخوف من خسارة خاركيف
قالت الصحيفة إنه إذا كان هناك معركة واحدة يمكن أن تقنع جو بايدن بالموافقة على الطلب الأوكراني فهي معركة خاركيف.
وبحسب الصحيفة فإن استيلاء روسيا على خاركيف سيفتح أمامها الفرص للاستيلاء على مناطق حاسمة أخرى في شرق أوكرانيا، كما أن ذلك من شأنه أن يقوض رهان بايدن على كييف، وهو الرهان الذي دعمه بأسلحة بقيمة مليارات الدولارات ومساعدات أخرى.
كان وزير الدفاع لويد أوستن وفريقه يراقبون بقلق كيف بدأت القوات الروسية في إحراز تقدم على ساحة المعركة، وبدأ يناقش مع فريقه “الفائدة العسكرية” للسماح للأوكرانيين بمهاجمة أهداف روسية.
في 13 مايو التقى أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون مع زيلينسكي ومساعديه.
طلبت كييف رسميا من البيت الأبيض رفع القيود المفروضة على الأسلحة حتى تتمكن من استخدامها لضرب المواقع الروسية عبر الحدود.
اتفق سوليفان وأوستن وبراون جميعا على أن طلب أوكرانيا منطقي وقرروا تقديم توصية رسمية إلى بايدن برفع الولايات المتحدة لقيود استخدام الأسلحة الأميركية.
كان السؤال الوحيد.. هل سيوافق بايدن؟
في نفس اليوم، في واشنطن، هبطت مجموعة من المشرعين الأوكرانيين في مبنى الكابيتول لإجراء مناقشات.
هذه المرة، طلبوا ثلاثة أشياء: المزيد من التدريب للطيارين الأوكرانيين داخل الولايات المتحدة، وأنظمة الدفاع الجوي ورفع القيود المفروضة على الضربات داخل الأراضي الروسية.
في سلسلة من المحادثات مع الديمقراطيين والجمهوريين، أخبر الأوكرانيون الكونغرس بمدى ضعف الجيش الأوكراني في خاركيف وعدد المدنيين الذين سيقتلون إذا لم تتمكن كييف من الضرب داخل روسيا.
بحلول الوقت الذي انتهت فيه الاجتماعات مع المشرعين في الكونغرس، كان سوليفان ينهي التوصية التي سيقدمها إلى بايدن، والتي قدمها في 15 أيار.
وافق الرئيس، وأصدر تعليمات لسوليفان والبنتاغون بهذا الشأن.
في الوقت نفسه الذي كانت تجري فيه تلك المحادثات في البيت الأبيض، وصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى كييف لجولة أخرى من المناقشات مع المسؤولين الأوكرانيين.
خلال مؤتمر صحفي عقد في كييف في 15 أيار، أكد بلينكن أن الولايات المتحدة “تسرع” في إرسال مجموعة من الأسلحة لمساعدة أوكرانيا.
في حين أصدر بايدن بالفعل تعليمات لسوليفان والبنتاغون بالمضي قدما في جولة أخيرة من المناقشات الداخلية حول القرار، إلا أن محادثة 17 مايو مع بلينكن أكدت للرئيس أن هذه الخطوة كانت صحيحة.
أطلع بلينكن، الذي أمضى سنوات عديدة إلى جانب بايدن، الرئيس على زيارته لكييف، قائلاً إن الروس يستغلون الحظر الأميركي لمهاجمة خاركيف “دون عقاب”.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعطى سوليفان البنتاغون الضوء الأخضر النهائي لإبلاغ أوكرانيا بالقرار الرسمي للإدارة.
تم إرسال خطاب سري إلى الجيش الأوكراني، يحدد تفاصيل الأسلحة التي يمكن أن يستخدمها في خاركيف وفي ظل أي ظروف.
واتفق المسؤولون في واشنطن وكييف على إبقاء خبر القرار سرا بينما تخطط أوكرانيا لهجومها المضاد.(سكاي نيوز)