14 حزيران 2024 موعد مقترح لانهاء العام الدراسي في لبنان، الذي حمل في طياته الكثير من الأخذ والرد بين المعلمين وادارات المدارس الخاصة والرسمية على حدّ سواء، زاد من تفاقمه استفحال الأزمة الاقتصادية في البلاد.
ومع اقتراب العام من نهايته، يضع الأهالي ايديهم على قلوبهم مع بدء الحديث عن زيادات خيالية قد تضطر المدارس الخاصة الى فرضها مع بداية العام المقبل، لكي تتمكن من تأمين متطلبات الأساتذة ومنعاً للتلويح بالاضراب مع بداية العام الجديد. فما هو رأي طرفي “النزاع” واين الأهل مما قد ينتظرهم من زيادات على الأقساط؟
الأب نصر: نسعى لتأمين حقوق الاساتذة من دون تحميل الأهل
في حديث عبر “لبنان 24” يعتبر الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، ان ادارة المدارس باتت اليوم عالقة ما بين سندان مطالب الاساتذة ومطرقة عجز الأهل، مشدداً على ان المدارس الخاصة باتت اليوم متفهمة كثيراً لوضع الاساتذة نظراً للصعوبات الاقتصادية التي يواجهونها اضافة الى الازمة الاقتصادية التي تستفحل في البلاد.
ولفت الأب نصر، الى ان الزيادات التي باتت تطرح اليوم في كواليس المدارس، من المتوقع ان تكون امراً واقعاً مع ميزانيات العام المقبل، الا انه لا توجد زيادات موحدّة في كل المدارس، فالزيادات متعددة ومتنوعة بحسب تنوع المدارس والمؤسسات، خصوصاً وان اي زيادة في المدارس يجب ان تراعي واقع اهل الطلبة وقدرتهم على تلبية الأقساط، رافضاً ربط التعليم بالأمور المادية ومشددا على ضرورة المواءمة بين مطالب المعلمين وقدرة الأهل للحفاظ على قدسية التعليم.
ورداً على سؤال عن امكان فتح باب الحوار مع نقابة المعلمين في المدارس الخاصة للوصول الى حلول منطقية، أكد الأب نصر أنّ المدارس الكاثوليكية في حوار دائم مع نقابة المعلمين، مشدداً على ان النقابة مدركة تماماً للواقع الاقتصادي الصعب وسنسعى للوصول الى حلول وسطى ترضي كل الأطراف.
محفوض: الـ65% مطلوبة من دون تراجع
نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض رفع من جهته عبر “لبنان 24” سقف مطالب الاساتذة، مشدداً على ان لا عامة دراسياً جديداً من دون الحصول على نسبة 65% على ان يتم بعد عامين العودة الى اساس الراتب الذي كان يحصل عليه الاستاذ قبل الأزمة بالدولار.
وشدد على ان المشكلة لا تكمن فقط بنسبة الـ65% بل الأمر يتعداه الى ضرورة البت في موضوع صندوق التعويضات، التي باتت اليوم لا تساوي اكثر من 1500$ كتعويض نهاية الخدمة بعد اكثر من 30 سنة من التعليم.
ورداً على سؤال عن موقف الأهل من رفع الأقساط، قال محفوض ان على لجان الأهل الا يوافقوا على اي زيادات عشوائية.
ابو راشد: لن نقبل الظلم
فماذا تقول لجان الأهل؟ سؤال حملناه الى رئيس لجنة الأهل في ثانوية الراهبات الأنطونيات في كفرشيما فادي ابو راشد، الذي أكد في حديث عبر “لبنان 24” ان الحديث عن رفع الأقساط هو امر طبيعي اليوم مع المطالب المستمرة للمعلمين بزيادة رواتبهم، الا ان الأهل اليوم باتوا عاجزين عن دفع هذه الاقساط المرتفعة وبالتالي فانهم قد يتجهون الى نقل أولادهم الى مدارس رسمية قد تكون هي بدورها غير قادرة على استيعاب هذا العدد الكبير من الطلاب.
وشدد ابو راشد على ان المطلوب اليوم من لجان الأهل ان تقف الى جانب الاساتذة والأهل على حدّ سواء، من خلال العمل على اعطاء الاستاذ حقه مع مراعاة وضع الأهل المادي والاقتصادي، بما لا يؤثر على مستقبل الطفل ولا على المستوى التعليمي في المدارس الخاصة، مؤكداً ضرورة المحافظة على هذا القطاع الأخير المتبقي لنا في لبنان والعمل على منع انهياره لأنه أساس لمستقبل البلاد.
باختصار، لن يكون العام الدراسي 2024 – 2025 عاماً خالياً من المفاجآت الكبيرة، ولعل بشائره بدأت تتظهر شيئاً فشيئاً وبات الهالي يستعدون لزيادات كبيرة في الاقساط قد تصل في بعض المدارس الى نسبة الـ100%.