أشادت حكومة طالبان، الأربعاء، بـ”روح التعاون” التي دفعت الأمم المتحدة إلى الموافقة على استبعاد ممثلي المجتمع المدني الأفغاني، وخصوصاً النساء، من مؤتمر الدوحة لبحث التزام المجتمع الدولي في أفغانستان.
ويعدّ الاجتماع الذي عُقد الأحد والاثنين، الثالث الذي يُعقد في قطر خلال ما يزيد قليلاً على عام، والأول الذي يضم ممثلين لحركة طالبان التي عادت إلى السلطة في كابل في العام 2021.
وانتقدت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بشدة، قرار الأمم المتحدة استبعاد مجموعات المجتمع المدني من اللقاء، لإفساح المجال أمام مشاركة حكومة طالبان.
وقال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحافي في كابل، إن المسؤولين الأجانب “يتمتّعون بروح تعاون جيدة تجاه أفغانستان، ويمكننا أن نرى أن سياستهم حيالها تغيّرت بطريقة إيجابية”.
وأضاف “خرجت أفغانستان من عزلتها، وخُلق مناخ من الثقة”.
وتابع مجاهد “بما أن هذا الاجتماع تم تنظيمه وفقاً لمتطلّبات أفغانستان ومع مراعاة مصالحنا الوطنية، فقد تمكنّا من المشاركة وإبلاغ العالم بموقفنا”.
وتهدف المحادثات في الدوحة إلى مناقشة المشاركة المتنامية للمجتمع الدولي في هذا البلد الفقير الذي يزيد عدد سكانه على 40 مليون نسمة، والاستجابة بشكل أكثر تنسيقاً، خصوصاً في ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية ومكافحة المخدرات.
ومنذ عودة طالبان إلى السلطة لم تعترف أي دولة بها بشكل رسمي رغم أن الصين وروسيا ودول الخليج استأنفت العلاقات الدبلوماسية مع كابل.
وأضاف المتحدث باسم طالبان: “أبلغنا الدول المشاركة أن مشاكل أفغانستان الداخلية، تلك التي تتعلّق بشعبها ونسائها، هي مشاكل أفغانستان”.
وأضاف “ينبغي على هذه الدول ألا تستخدم هذا الأمر لممارسة ضغوط سياسية”.
وركّزت جولة المفاوضات الجديدة في الدوحة على الجهود الهادفة إلى تعزيز القطاع الأفغاني الخاص وعلى دعم مكافحة المخدرات في الدولة التي كانت تاريخياً أكبر منتج للأفيون.
وبعدما بدأت عملية المناقشة بشأن زيادة وتنسيق المشاركة الدولية في أفغانستان، دُعيت مجموعات المجتمع المدني للمشاركة في اجتماعات منفصلة غداة المحادثات الرسمية.
ويعتبر مدافعون عن حقوق الإنسان أن هذا التهميش للمرأة الأفغانية من المرجح أن يضفي شرعية على “الفصل العنصري بين الجنسين” الذي تمارسه حركة طالبان، كما وصفته الأمم المتحدة.
غير أن المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى أفغانستان توماس نيكلاسون، أكد أن تقديم تنازلات لحكومة طالبان جعل من الممكن إجراء “مناقشات جيدة” مع الجميع في الدوحة.
وقال لوكالة “فرانس برس”، الثلاثاء: “أُتيحت لي فرصة التحدث مع طالبان، وقد أتوا، ومع هؤلاء الأشخاص والمجتمع المدني والقطاع الخاص أعتقد أن الأمر كان يستحق ذلك”. (العربية)