يستكمل الفرنسيون غدًا المرحلة الثانية من الانتخابات الفرنسية بعد النتائج التاريخية التي تمكن اليمين الفرنسي من تحقيقها.
وقد دخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابي قبل الانتخابات، التي ستضع فرنسا إما تحت سيطرة أقصى اليمين وإما في حالة فوضى وشلل سياسي غير مسبوق في حال عدم حصول أي طرف أو تحالف على الأغلبية المطلقة لتشكيل الحكومة.
وانسحب أكثر من 200 مرشح من اليسار والوسط، أي معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصالح آخرين، بهدف قطع الطريق أمام مرشحي التجمع الوطني، بزعامة مارين لوبن، يسعى للحصول على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية المبكرة.
وهذا ما نددت به لوبن، مشيرة إلى تشكيل “حزب واحد” يجمع “الذين يريدون البقاء في السلطة رغم إرادة الشعب”.
فيما قال رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا، “إما أن يحصل التجمع الوطني على غالبية مطلقة ويصبح بإمكاني منذ الأحد الشروع في مشروع النهوض الذي أحمله، وإما أن تدخل البلاد في حالة شلل”.
ولكن ما يطمح إليه “التجمع الوطني” بالحصول على الأغلبية المطلقة، يبدو شبه مستحيل، إذ تشير آخر استطلاعات للرأي إلى أن الحزب اليميني وحلفاءه سيحصلون على ما بين 210 و240 مقعدًا في الجمعية الوطنية، لكن الأغلبية المطلقة هي 289 مقعداً.
ويُتوقع أن يحصل الائتلاف اليساري، الجبهة الشعبية الجديدة، على ما بين 170 و200 مقعد، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي سيحصل على ما بين 95 و125 مقعداً.
بالتوازي، يساعد جوردان بارديلا في توجيه حزب التجمع الوطني في فرنسا نحو أول فرصة حقيقية له للوصول إلى السلطة، وهو الوجه الجديد المنطلق لحزب سعى إلى تحسين صورته وتوسيع نطاق شعبيته خلال السنوات الماضية.
ويدين بارديلا، البالغ من العمر 28 عاما، بصعوده الأولي إلى رهان لوبن، التي كانت تتطلع إلى بث حياة جديدة في حزبها عندما جعلت بارديلا، الذي كان حينئذ غير معروف ويبلغ من العمر 23 عاما، مرشح حزب التجمع الوطني الرئيسي عام 2019 على بطاقة الانتخابات الأوروبية.
وأتت هذه المقامرة بثمارها.
وسيصبح بارديلا، زعيم حزب التجمع الوطني الآن، أصغر رئيس وزراء لفرنسا إذا فاز الحزب بالأغلبية في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية غدا الأحد.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأغلبية غير مرجحة لكنه قال إنها شرطه لقبول رئاسة الوزراء. (سكاي نيوز عربية)