لبنان

هل كان باسيل يُعدّ فخّاً لبرّي؟

في حين يُحاول رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل حشد 86 نائباً للمُشاركة في الحوار الوطنيّ، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّه لن يدعو إلى تشاور نيابيّ بمن حضر وبغياب “القوّات”، وشدّد على أهميّة وجود كافة الكتل للمُساهمة في نهوض وإنقاذ البلاد. ورأت أوساط نيابيّة أنّ جواب رئيس البرلمان من شأنه أنّ يُفرمل المبادرة التي كان يعمل عليها تكتّل “لبنان القويّ” وإطالة الفراغ الرئاسيّ.

في المقابل، يقول مراقبون إنّ برّي أدرك أنّ باسيل لديه أهداف خفيّة من خلال دعمه للحوار بمن حضر، ويُشيرون إلى أنّه من خلال فشل التشاور كان يُريد رئيس “التيّار” تحميل رئيس مجلس النواب مسؤوليّة التعطيل وخصوصاً إنّ لم يُوافق “الثنائيّ الشيعيّ” على تأييد أيّ مرشّحٍ وسطيّ، وكذلك إنّ أبقى على تمسّكه بسليمان فرنجيّة وعدم الدعوة لجلسة إنتخاب ريثما يتمّ تأمين 65 صوتاً للأخير.

ويلفت المراقبون إلى أنّ برّي أعطى جواباً خلال آخر مقابلة صحافيّة، يدلّ على أنّ فشل الحوار والسير بفرنجيّة حتّى النهاية لا يعني أنّه لن يدعو إلى جلسات إنتخاب والإقتراع لرئيس “المردة” أو لبقيّة المرشّحين المطروحين. ويُضيف المراقبون أنّ رئيس مجلس النواب قطع الطريق أمام باسيل الذي كان يُريد إيصال رسالة إلى “القوّات” أنّه إذا فشل الحوار وأبقى “الثنائيّ الشيعيّ” على موقفه بعدم فتح البرلمان، يكون المُعطّل معروفاً للجميع.

وفي موازاة ذلك، اعتبرت أوساط نيابيّة مُعارضة أنّ تصريح برّي بالذهاب إلى مجلس النواب حتّى لو لم تتّفق الكتل في ما بينها على هويّة الرئيس الجديد، لا يعني أنّه سيتمّ إنتخاب فرنجيّة أو جهاد أزعور أو غيرهما. وترى الأوساط النيابيّة أنّ الجلسات المُقبلة ستكون كسابقاتها وستكون مكسباً لـ”الثنائيّ الشيعيّ” لعدّة إعتبارات أبرزها أنّ الإقتراع من دون توافق لن يُحقّق النتيجة المرجوة، وأيضاً سيكون برّي مرّة جديدة على صوابٍ، عبر تشديده على أنّه من دون إجماع يستحيل إنجاز الإستحقاق الرئاسيّ.

وتُتابع الأوساط النيابيّة قولها إنّه بفشل التشاور وجلسات الإنتخاب المفتوحة، سيُعيد برّي طرح الحوار، وهذه المرّة من خلال التوافق على أحد المرشّحين. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ “القوّات” أعلنت في بيانٍ، أنّها لا تُعارض عقد طاولة تشاور بمن حضر إذا كان الهدف منها الدعوة في ما بعد إلى جلسة إنتخاب، فهذا الأمر تُطالب به مع حلفائها في المُعارضة. غير أنّ المراقبين يقولون إنّ تكتّل “الجمهوريّة القويّة” لن يستطيع بهذه الطريقة عبر تمسّكه بمبدأ تعثّر الحوار، من أنّ ينتخب جهاد أزعور أو أيّ مرشّحٍ آخر، حتّى لو كانت جلسات الإنتخاب مفتوحة.

ويُوضح المراقبون أنّ مرشّح “القوّات” لن يحصل على 65 صوتاً، لأنّ “الثنائيّ الشيعيّ” يُعوّل على عدم تلاقي نواب “التغيير” بأغلبيتهم مع معراب، وببقاء تكتّل “الإعتدال الوطنيّ” في الموقع الوسطيّ وانضمام كتلة “اللقاء الديمقراطيّ” إليه، عبر التأكيد أنّه من دون تسويّة يستحيل الخروج من أزمة الفراغ.

ويبدو بحسب المراقبين أنّ برّي درس كافة خياراته جيّداً، وهو سيبقى مع “حزب الله” يُؤيّد فرنجيّة من جهّة، وسيُجدّد حرصه على أنّ الحوار من دون توافق لن يُنهي الفراغ في سدّة الرئاسة، حتّى لو اجتمع النواب في البرلمان واقترعوا في عدّة دورات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى