نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تحدّثت فيه عن واقع سكان مستوطنة كابري الإسرائيلية المحاذية للحدود مع لبنان، والتي لم يتم إخلاؤها من سكانها منذ بدء الحرب يوم 8 تشرين الأول الماضي.
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ سكان المنطقة المذكورة لم يتفاجأوا بوابل الطائرات من دون طيار والصواريخ التي أطلقها “حزب الله” باتجاه المُستوطنة، ما أدّى إلى إصابة شخصٍ هناك بجروح قاتلة.
ويشيرُ التقرير إلى أنه على الرغم من عدم إخلاء المنطقة، إلا أنّ سكانها وصفوا واقع الإنذارات هناك بأنها تتزايد أكثر فأكثر، مشيرين إلى أن أمر إطلاقها بات شائعاً وروتين حياة إلى جانب تهديد مُستمر.
وفي السياق، يقولُ كيني فاينشتاين، وهو أحد سكان المستوطنة: “كنت في السيارة مع زوجتي، سمعنا صفارات الإنذار وركضنا إلى المنزل. بعد لحظات قليلة، انفجرت طائرة من دون طيار في المنطقة وألحقت أضراراً كبيرة بسيارتي، حيث تحطم زجاجها الأمامي”.
بدورها، تقول “أ.” التي تعمل في مكتبٍ سقطت بالقرب منه الطائرة من دون طيار، إنها كانت شاهدة على الحادثة التي تحدثت عنها بقلق، وتضيف: “لقد شاهدتُ الرجل الجريح يركض نحو غرفة الطوارئ.. لقد أصيبَ بشظية أدت إلى إصابته بجروح قاتلة”.
وأردفت: “كان من الصعب على قوات الإنقاذ الوصول إلى المكان، لأنّ شبكة الاتصالات في المنطقة كانت مُعطلة وبالتالي كان من الصعب الاتصال بهم”.
من جهتها، قالت رويت شيفر إنَّ “واقع إطلاق النار وأجهزة الإنذار أصبح أكثر شيوعاً في الآونة الأخيرة”، وتابعت: “سمعناً جميعاً الإنفجار وعرفنا أنه كان قريباً. لقد كان الأمرُ غير معتاد. لم يجرِ إخلاؤنا ونحنُ في أقضى الخط الشمالي في إسرائيل”.
واعتبرت شيفر أن الحياة في المنطقة منذ الحرب “أصبحت فظيعة”، وأضاف: “حزب الله يراقبنا من القرى اللبنانية ومن مواقعه. يجب أن نُحدث تغييراً في روتين الحرب هذا. الأطر التعليمية هنا تعمل في ظل قيود وفي مناطق محمية، مما يجعل من الصعب جداً إدارة حياة الأطفال”.
وأكملت: “لديَّ غرفة حراسة غير عادية، وفي كل مرة أدخل إليها مع ابنتي، أدعو الله ألا يكون الضرر في منزل أي منا”.
من ناحيته، يقول آدم نير، وإيدو فيرانديان، وإيتاي سيبو، وإيدو كانياس، وهم طلاب في المرحلة الثانوية ويعيشون في المستوطنة: “كنا في المنزل عندما حدث ذلك، ثم بدأ سيل من الإنذارات. ركضنا إلى غرفة الطوارئ، وأغلقنا الباب، ثم سمعنا دوياً كبيراً”.
وأكمل المتحدثون: “الأمر يدعو للقلق، انظروا إلى ما يحدث هنا. إنها معجزة أن الناس نجوا”.
وشهد شلومي سالم، عضو مجلس مدينة شلومي، الأضرار الجسيمة التي لحقت بالشمال، وقال: “رأيت الطائرة من دون طيار تضرب هنا. مراراً وتكراراً نرى كيف أن تراخي القيادة السياسية والعسكرية يؤدي إلى خسارة الشمال. يُقتل الناس كل يوم تقريباً، ولا يوجد احتمال لحرب شاملة ستعيد أمننا على المدى الطويل. الهجمات التي تم رصدها في لبنان لن تعيد الأمن لسكان الشمال الذين يرون جيرانهم يقتلون كل يوم وبالطبع المنازل التي تتعرض للقصف بشكل يومي.
وتابع: “الحرب في الشمال قد بدأت بالفعل، والسؤال هو ما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيواصل الوضع الحالي للهجمات الأحادية الجانب، أو ما إذا كنا سنبدأ في حملة ستنتهي بأمن طويل الأمد”.
وأكمل: “لن تكون هناك فرص أخرى.. يجب بدء حرب الآن تنتهي بمنطقة أمنية داخل لبنان وستكون تساوي الأشهر التي تم إبعادنا فيها عن الوطن”.
إلى ذلك، يقولُ موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي ميتا آشر ورئيس منتدى خط الصراع: “إن سكاننا مهملون في الجولان والجليل وأينما كانوا. بدلاً من الهجوم، نقومُ بعملية الدفاع. بعيداً عن حقيقة أن معظم وزراء الحكومة في إسرائيل يبتعدون عن منطقة الحرب، أقترح أن يتبادلوا المنازل مع سكان الشمال الذين يعيشون بدون مساحة محمية لمدة يومين وبعد ذلك سأكون سعيداً برؤية الوضع”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”