لفتت أجندة الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 الرئاسية الانتباه، فهي مختلفة عن سابقاتها لأنها مختصرة في 16 صفحة تكرّر فيها اسم، دونالد ترمب، 19 مرة. وكتبت بعض عباراتها بالحروف الكبيرة.
في السابق، وتحديداً في انتخابات 2016، وضع الجمهوريون أجندة الحزب بأسلوب تقليدي، ولم يتغير نصها في انتخابات 2020، وكانت طويلة مكونة من 50 صفحة، ولم يرد فيها اسم ترامب أبدا.
وتقول تقارير إعلامية، حلّلت فحوى الوثيقة، إن المضمون يعكس رؤية ترامب تماما، كما أن الـ 20 وعداً التي تقدمها الأجندة للأميركيين، مكتوبة بحروف كبيرة تذكر الناخبين بصوت ترامب ونبرته في الخطابات والتغريدات.
فماذا تحمل أجندة الجمهوريين؟
يقول تقرير لصحيفة واشنطن بوست إن مضمون أجندة الحزب الجمهوري لعام 2024، “يوحي كما لو كان ترمب قد أملاه”. فكثير من الجمل الواردة هي إما إعادة صياغة أو اقتباس مباشر من خطابات ترمب أو منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن بدأ حملته للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وتقول الصحيفة إن “أجندة الجمهوريين تعكس كيف أعاد الرئيس السابق تشكيل الحزب الجمهوري وفق رؤيته، وصولاً إلى لغة أجندته الانتخابية المكتوبة”.
وتكرّس الأجندة رسمياً بعض مقترحات ترامب، بما في ذلك تنفيذ عمليات ترحيل جماعية وإغلاق وزارة التعليم، وفرض قيود شاملة على الإجهاض، وفق “نيويورك تايمز”.
وكتب أحد مساعدي ترمب السابقين جزءاً كبيرا من برنامج الحزب الانتخابي، والذي راجعه ترمب، وأجرى عليه تعديلات لاحقا، وفقا لأشخاص مطلعين على العملية تحدثوا للصحيفة.
عشرون وعداً
قدمت أجندة الجمهوريين 20 وعدا يتعهد ترمب بتنفيذها بعد أن يفوز بالرئاسة لأربع سنوات مقبلة، وتعكس هذه الوعود مواقف الرئيس السابق تجاه عدد من القضايا الحساسة والجدلية بالنسبة للأميركيين.
قوة أميركا عالمياً
تؤكد أجندة الجمهوريين على سياسات دفاعية وطنية قوية وعسكرية قوية، بما في ذلك تحديث الجيش عبر الاستثمار في التقنيات المتقدمة، والتأكد من أن الجيش مجهز جيداً.
كما أنها تركز على بناء التحالفات وتعزيز الشراكات الدولية لتعزيز الاستقرار العالمي ومواجهة التهديدات.
وتشدّد وعود الجهوريين على الحاجة لأن تعيد الولايات المتحدة بناء قوتها على المستوى الدولي، وذلك من خلال منع الحرب العالمية الثالثة، استعادة السلام في أوروبا والشرق الأوسط، وبناء درع صاروخي عظيم يغطي بلدنا بالكامل، كله مصنوع في أميركا.
ويرى الجمهوريون أنه يجب العمل من أجل جعل أميركا المنتج المهيمن للطاقة في العالم بفارق كبير، إلى جانب وقف الاستعانة بالمصادر الخارجية وتحويل الولايات المتحدة إلى قوة صناعية عظمى.
الهجرة والترحيل
الوعد الأول في أجندة الجمهوريين هو “إغلاق الحدود ووقف غزو المهاجرين”، وهو أهم ملف لدى ترمب، والوعد الثاني هو تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا، وكان ترامب ألمح إلى هذا الإجراء أكثر من مرة.
وفي الوعد الـ10 تؤكد أجندة الجمهوريين على وقف وباء الجريمة المرتبطة بالمهاجرين، وهدم كارتلات المخدرات الأجنبية، وسحق عنف العصابات، وسجن المجرمين العنيفين.
ويقول خبراء إن هذه الوعود تحمل نبرة قاسية وتشير إلى تصعيد لهجة ترمب تجاه ملف الهجرة وملف المقيمين بشكل غير شرعي في البلاد، وهو ما يثير أسئلة حول قدرة ترامب على تنفيذ وعوده التي ستتطلب إجراءات وأوامر تنفيذية قد تثير الجدل والانقسام حولها.
كما خصصت الأجندة الوعد الـ 18 للتأكيد على ترحيل المتطرّفين المؤيدين لحماس، وجعل جامعاتنا آمنة ووطنية مرة أخرى.
وهذا الوعد يرتبط بالاحتجاجات الشعبية العارمة التي شهدتها الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أوقعت عشرات آلاف القتلى الفلسطينيين غالبيتهم مدنيون، كرد على هجوم نفذته حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المحدة، والذي سقط فيه نحو 1200 قتيلاً، غالبيتهم مدنيون.
وتضمنت الأجندة التأكيد على مكافحة معاداة السامية، حيث يدين الجمهوريون معاداة السامية، ويدعمون إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأجانب الذين يدعمون الإرهاب والجهادية.