بين سوناك وستارمر… البريكست خصم أكثر صعوبة

18 يوليو 2024
بين سوناك وستارمر… البريكست خصم أكثر صعوبة

نشرت صحيفة THE GUARDIAN مقالًا يقارن بين سياسة حزبي المحافظين والعمال البريطانيين ومقاربتهما لقمة الإتحاد السياسي الأوروبي اليوم.
وقالت الصحيفة: “رفض ريشي سوناك إختيار الإنتخابات في أوائل تموز لكي يتخلّص من عناء إستضافة قمة الإتحاد السياسي الأوروبي (EPC)، لأن بروتوكولات الزمالة لم تكن طبيعية أبدًا بالنسبة لزعيم حزب المحافظين.

بالمقابل، سيستفيد الرئيس الجديد كير ستارمر من إستضافة القمة كفرصة لإظهار كيف أن بريطانيا تحت حكومته تخلّصت من العصبية تجاه “البريكست”.
وأوضحت الصحيفة أن الإتحاد السياسي الأوروبي ليس جزءًا من الإتحاد الأوروبي، وولدت فكرته عام 2022 على يد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد غزو روسيا لأوكرانيا، كوسيلة لإستضافة الدول غير الأعضاء في دائرة واسعة من التضامن الأوروبي.
“ليست منظمة، بل مجرد مكان للنقاش، وطبع ماركون والغرض من إنشاء المنظمة يجعلانه موضوع شكوك كمحاولة منه لإعادة ضبط سياسة ستارمر الأوروبية”، بحسب الصحيفة.
وإعتبرت الصحيفة أن ستارمر يسعى إلى عرض أقصى درجات الحسن نحو الجيران من دون الإشارة إلى الرغبة في فك تفاصيل إتفاق التجارة بعد البريكست، وهي مفاوضات لا رغبة فيها في مؤسسات الإتحاد الأوروبي.
وقدّم ستارمر مقترحًا أكثر ملاءمة وهو شراكة جديدة بين المملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي في مجال الدفاع والأمن، مع تعريف الأمن بشكل واسع ليشمل إمدادات الطاقة وسياسات التغير المناخي والهجرة.
ووفق الصحيفة، يتيح هذا المقترح لأوروبا شيئًا قد ترغب فعلًا فيه من بريطانيا، وسيعيد إنشاء الإطار الإستراتيجي الشامل المتوقّع في “الإعلان السياسي” المرفق بإتفاقية البريكست لتيريزا ماي التي مزّقها بوريس جونسون.
ولفتت الصحيفة إلى أن بريطانيا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي يعتبر، إلى جانب فرنسا قوة عسكرية جادة، لديها الأجهزة والخبرات لتقدّمها للديمقراطيات الأوروبية التي تشعر بالضعف أمام العدوان الروسي، ويتزايد هذا القلق في ظل إحتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما يقوّض حلف الناتو.
أما السؤال الأهم هو ما إذا كان يمكن تحويل ذلك إلى تسهيلات في الجانب التجاري، فالإجابة الرسمية “لا”.
 
 
وكشفت الصحيفة أن ستارمر يعلم أن بعض الدول الأوروبية ستكون ممتنّة لعدم التعامل مع المحافظين، ولكن تلك الأجواء الطيبة لا تغيّرالمصالح الإقتصادية.
وقالت الصحيفة: “أعطى جونسون الكثير من الميزة التجارية في سعيه لإظهار أن البريكست “إنتهى” بحيث يكون لدى بروكسل قليل من الحافز للتلاعب بإتفاق التجارة الحالي، حتى ليُرضي طموحات ستارمر المتواضعة نسبيًا”.
ولا يزال هناك هناك حذر من إجراء تنازلات يمكن أن تُعتبر مكافآت لقرار بريطانيا بالإنسحاب من النادي.
لكن، بحسب الصحيفة، هناك أمور يرغبها الإتحاد الأوروبي من المملكة المتحدة، كالوصول إلى المصائد السمكية، وبرنامج للتنقل الشبابي، وبعض الحكومات مقتنعة بأن التصالح مع لندن له فوائد من بينها المنافسة الإقتصادية من دولة غير عضو.
وتوقّعت الصحيفة أن تكون العلاقات أفضل مما كانت عليه تحت حكم المحافظين.
ورأت الصحيفة أن ستارمر يحتاج إلى توفير الوضوح الإستراتيجي اللازم لبناء شراكات موثوقة مع أوروبا دون التخلي عن الأساسيات الإقتصادية والسياسية لبريطانيا بعد البريكست، وإذا نجح، فإن إعادة ضبط السياسة الأوروبية يمكن أن تسهم في تعزيز الإقتصاد البريطاني ودعم موقفه على الساحة الدولية.
وبحسب الصحيفة، لن يكون من السهل كسب الدعم الشعبي لكل تحرّك، ويتعيّن على ستارمر إتباع خطط مدروسة بعناية ومبنية على توافق واسع داخل بريطانيا.
في هذا السياق، يمكن أن تصبح القمة السياسية الأوروبية فرصة ذهبية لستارمر. من خلال تقديم رؤية واضحة ومتماسكة لمستقبل بريطانيا في علاقتها مع أوروبا.
وختمت الصحيفة: “قد لا يكون من الممكن العودة إلى الأيام السابقة للبريكست، ولكن يمكن لبريطانيا إيجاد طريق جديد يوفر الفوائد الإقتصادية ويعيد بناء الروابط الدبلوماسية ما يتطلب قيادة قوية ووضوحا في الرؤية.