كتبت بولا مراد في” الديار”: صحيح ان قوى المعارضة لم تكن تنتظر المعجزات من “خارطة الطريق “، التي وضعتها على الطاولة مؤخرا لحل ازمة الرئاسة. هي اصلا وباقرار احد نوابها لم تقترح هذه الخارطة كحل، انما حصرا لرفع المسؤوليات عنها، بعدما نجح “الثنائي الشيعي” في قذف كرة التعطيل الى ملعبها، بحجة انها ترفض الحوار بالصيغة التي يقترحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. فكانت الخارطة كـ “صك براءة” امام المجتمع الدولي بحيث اكدت من خلالها انها جاهزة لمحاولة التفاهم المسبق على اسم رئيس، لكنها غير جاهزة للخضوع لشروط “الثنائي”.
Advertisement
ويقول مصدر بارز في المعارضة “رفض الفريق الآخر الاجتماع بوفد المعارضة يشكل ادانة له، فقد باتت شروطه للحوار الذي يروج له واضحة، وتقول “اما تأنون انتم الينا والا لا نقبل الحوار معكم”.
ويرى المصدر ان “مبادرة المعارضة الاخيرة ادت غرضها، واكدت ان الفريق الآخر يرفض الحوار ويصر على فرض اعراف غير دستورية، يرفض التفاهم على خيار ثالث، يرفض البحث في تجاوز الاستعصاء الرئاسي، ويتمسك بمحاولاته الزام الآخرين بقواعده، لاعتباره ان هناك فائض قوة يتكىء عليه ويسمح له برأيه بالتعاطي مع الآخر على قاعدة “اما تأتون اليّ وتخضعون لشروطي او أعطّل الانتخابات”.
ويعتبر المصدر “اننا انتقلنا من معركة رئاسية الى معركة لمحاولة كسرنا وتركيعنا، وفي حال استسلمنا اليوم نكون سلمنا البلد لحزب الله، لذلك سنبقى نخوض المواجهة من الصفوف الامامية منعا لسقوط البلد المدوّي”.
من جهتها، تعتبر مصادر مواكبة عن كثب للملف الرئاسي ان “المعارضة وكما كان متوقعا وصلت مجددا الى حائط مسدود، وهي بعد مبادرتها الاخيرة لن تتمكن من اجتراح المزيد من المبادرات، خاصة بعدما بات هناك نحو ٧ مبادرات ما بين داخلية وخارجية على الطاولة”، لافتة ” الى ان قوى المعارضة باتت متمركزة في اعلى الشجرة، وهي ورغم محاولة اسنادها بأكثر من سُلم للنزول ولو قليلا، لا تزال ترفض ذلك”.
وتضيف المصادر “صحيح ان حزب الله يتمركز ايضا في الجهة المقابلة للشجرة، لكنه في نهاية المطاف بعكسها غير مستعجل لحسم الرئاسة، ما لم تكن لمصلحة مرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية… وقد بات واضحا انه يتعاطى مع الملف على قاعدة من انتظرعامين ونصف لايصال مرشحه العماد ميشال عون لسدة الرئاسة، مستعد للانتظار سنوات لايصال حليفه الاستراتيجي سليمان فرنجية، بخاصة في خضم حرب كبيرة قي المنطقة لا يدري احد كيف تتطور”.