في أول عملية تبادل كبرى للأسرى بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، سلّمت واشنطن الجاسوس السوفييتي المدان رودولف آبل، بينما تسلّمت الطيار الأميركي فرانسيس جاري باورز.
وجرت العملية على جسر جلينيكي، الذي مثّل آنذاك الحدود بين الكتلة الشرقية وبرلين الغربية، وكان يُعرف باسم “جسر الجواسيس”، وفي مراحل لاحقة لعب دوراً في العديد من عمليات التبادل البارزة خلال الحرب الباردة.
وكان آبل، المولود في بريطانيا، يعمل لصالح المخابرات السوفييتية في نيويورك، وبعد اكتشاف أمره حُكم عليه بالسجن 30 عاماً، لكنه قضى فقط 4 سنوات ثم خرج في صفقة التبادل.
أما باورز، فكان يقود طائرة تجسس من طراز U-2، أسقطها السوفييت عام 1960 فوق مدينة يكاترينبورغ في منطقة الأورال الروسية، حيث قفز بالمظلة إلى بر الأمان ثم تم القبض عليه، وإدانته لاحقاً بتهمة التجسس.
حزيران 1985: أكبر عملية تبادل عملاء
أكبر عملية تبادل لعملاء حكوميين في التاريخ، حدثت في العام 1985، عندما سلّمت الولايات المتحدة ضابط الاستخبارات البولندي السابق ماريان زاخارسكي، الذي أدانته واشنطن بتهمة التجسس إلى جانب 3 عملاء آخرين من الكتلة الشرقية، مقابل عودة 23 غربياً مسجونين بتهمة التجسس في دول حلف وارسو الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي.
وجرى التبادل، الذي تم تنفيذه على جسر جلينيكي أيضاً، بعد 3 سنوات من المفاوضات.
شباط 1986: تبادل شارانسكي
الجسر الشهير الواقع بين بوتسدام وبرلين الغربية استضاف مرة أخرى عملية تبادل، شملت اليهودي السوفييتي أناتولي شارانسكي، المعروف أيضاً باسم ناتان شارانسكي، والمواطنين التشيكوسلوفاكيين كارل كوشر وزوجته هانا.
وكان شارانسكي أول سجين سياسي يُطلق سراحه من قبل الزعيم السوفييتي آنذاك ميخائيل جورباتشوف، بعد أن أمضى 9 سنوات في السجن بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.
وتم تبادله مع 3 جواسيس غربيين منخفضي المستوى مقابل الزوجين كوشر، الذين انتقلا إلى الولايات المتحدة وتسللا إلى وكالة المخابرات المركزية، بالإضافة إلى العديد من جواسيس الكتلة السوفييتية الآخرين المسجونين في ألمانيا الغربية.
ولاحقاً تولى شارانسكي منصب وزير الصناعة والتجارة في إسرائيل.
أيلول 1986: تبادل الصحافيين
في العام 1986، تم القبض على نيكولاس دانيلوف، مراسل مجلة U.S. News & World Report الأميركية في الاتحاد السوفييتي، واتهامه بالتجسس
وقال دانيلوف إن التهم التي وُجهت له ملفقة، حيث سُجِن أقل من شهر قبل أن يُسمح له بالسفر جواً من الاتحاد السوفييتي دون محاكمة.
واعتقدت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان، أن دانيلوف احُتجز انتقاماً لاعتقال جينادي زاخاروف، وهو موظف في البعثة السوفييتية لدى الأمم المتحدة، قبل 3 أيام في نيويورك.
تم تبادل الرجلين بعد أسابيع من المفاوضات إلى جانب المنشق السوفييتي يوري أورلوف، أحد مؤسسي مجموعة “موسكو هلسنكي”، والذي انتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة.
تموز 2010: برنامج المهاجرين غير الشرعيين
شهدت هذه العملية تبادلاً جماعياً للسجناء بين موسكو وواشنطن، بعد احتجاز 10 عملاء روس مقيمين في الولايات المتحدة كجزء من ما يسمى “برنامج المهاجرين غير الشرعيين”، مقابل 4 سجناء محتجزين في روسيا.
وجاء التبادل الذي جرى على مدرج مطار فيينا الدولي، بعد أن قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن تحقيقاً استمر لسنوات عديدة كشف عن شبكة من الجواسيس الروس زرعها جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي في الولايات المتحدة.
وكان أحد الأفراد الذين تمت مبادلتهم سيرجي سكريبال، العقيد في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU) الذي أدين بالخيانة العظمى لعمله كعميل مزدوج لبريطانيا.
وكان سكريبال وابنته يوليا لاحقاً هدفاً لمحاولة اغتيال فاشلة بالسم في سالزبوري بإنجلترا عام 2018.
نيسان 2022: تريفور ريد
في العام 2019، تعرّض تريفور ريد، وهو أحد قدامى المحاربين في مشاة البحرية الأميركية، للاعتقال في روسيا، وذلك لمهاجمته ضابط شرطة، لكنه نفى التهمة.
وفي نيسان 2022، بعد شهرين من بدء حرب أوكرانيا، تم إطلاق سراح ريد مقابل كونستانتين ياروشينكو، الطيار الروسي وخبير النقل الجوي الذي كان محتجزاً في الولايات المتحدة بتهمة تهريب المخدرات.
كانون الأول 2022: جرينر وبات
بعد أقل من عام على إطلاق سراح تريفور ريد، تم مبادلة نجمة كرة السلة الأميركية بريتني جرينر مع تاجر الأسلحة الروسي المدان فيكتور بوت، وذلك في صفقة عالية المخاطر، جاءت وسط تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا.
وجرت عملية التبادل في مطار البطين التنفيذي بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي. وقد استُبعد من الصفقة العديد من الأميركيين الآخرين المحتجزين في روسيا، بما في ذلك جندي البحرية السابق بول ويلان والمعلم مارك فوجل، وكلاهما كانا يقضيان أحكاماً طويلة. (الشرق للأخبار)