تتّجه المنطقة نحو تصعيد غير مسبوق بعدما استهدفت إسرائيل الضاحية الجنوبيّة للمرّة الثانيّة منذ 7 تشرين الأوّل، واغتالت القياديّ الكبير في “حزب الله” فؤاد شكر، وبعد ساعات فقط من “غارة حارة حريك”، تمكّنت تل أبيب أيضاً من اغتيال رئيس المكتب السياسيّ في حركة “حماس” اسماعيل هنية على الأراضي الإيرانيّة.
Advertisement
ووفق مراقبين، فإنّ رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو أقدم على هاتين الخطوتين الخطيرتين بعد عودته من الولايات المتّحدة الأميركيّة، حيث أعلن بصراحة أمام الكونغرس أنّه عازمٌ على إكمال الحرب حتّى النهاية للقضاء على “حماس”، ما يعني بحسب المراقبين أنّ إسرائيل أخذت الضوء الأخضر من واشنطن للتصعيد.
وبدا لافتاً بعد اغتيال شكر في حارة حريك، إعلان العدوّ الإسرائيليّ أنّه أنهى ردّه على عمليّة مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ التي لم يتبناها أصلاً “حزب الله” واستنكرها، ما يُؤشّر إلى أنّ تل أبيب لا تزال من جهّة لا تُحبّذ الدخول في حربٍ مباشرة مع “المقاومة” في لبنان، ومن جهّة أخرى تعمل على جرّ “الحزب” إلى نزاع طويل الأمدّ عبر استهدافها شخصيّات الصفّ الأوّل فيه، إضافة إلى قصفها الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
ويُشير المراقبون إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يُدرك جيّداً أنّ ردّ “حزب الله” على اغتيال شكر سيكون كبيراً، لذا، عمدت إسرائيل إلى إغلاق مجالها الجويّ على الفور بعد تنفيذها غارة حارة حريك، وطلبت من سكان المستوطنات ومواطنيها في مدينة حيفا الإستعداد لأيّ طارئ والدخول إلى الملاجئ في حال طالت صواريخ “الحزب” مناطقهم.
ويقول المراقبون إنّ ردّ “حزب الله” سيُقابله ردٌّ جديد من قبل العدوّ، لأنّ “المقاومة” لن تقبل إلّا بتوجيه ضربة تتناسب مع فقدانها لشكر ولاستهداف الضاحية الجنوبيّة. كذلك، فإنّ “الحزب” قد يشنّ هجوماً آخر للإنتقام لاسماعيل هنية إلى جانب إيران.
وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أنّ طهران أعلنت أنّها ستكون طرفاً مباشراً في الردّ على تل أبيب بعد اغتيال هنية على أراضيها. ويلفت المراقبون إلى أنّ إسرائيل ستجرّ إيران مرّة أخرى إلى الحرب الدائرة في غزة، وقد يُشارك في الهجوم الإنتقاميّ لكلا شكر وهنية الحوثيون في اليمن والفصائل المواليّة لمحور “المقاومة” في بغداد وسوريا وبطبيعة الحال حركة “حماس” والجهاد الإسلاميّ في فلسطين.
ويوضح المراقبون أنّ إسرائيل ستشهد قصفاً من عدّة جبهات في الوقت عينه، وستكون مضطرّة إلى الردّ مع الولايات المتّحدة الأميركيّة وبريطانيا على مهاجميها، ما سيضع المواقع العسكريّة التابعة لواشنطن في المنطقة في خطرٍ، وقد يضرب سلاح الجوّ الأميركيّ من جديد العراق واليمن، وخصوصاً وأنّه أرسل مدمّرات إلى السواحل الفلسطينيّة لصدّ أيّ هجوم بالصواريخ وبالمسيّرات من قبل “حزب الله” وإيران، كما حدث في 13 نيسان الماضي.
أمّا عن الرسالة التي أراد نتنياهو توجيهها إلى محور “المقاومة” بعد اغتيال شكر وهنية، فهي أنّه لن يُوقف الحرب قريباً وأنّه سيستمرّ بها حتّى الوصول إلى يحيى السنوار والقضاء على آخر كتائب “حماس”، ما سيُؤدّي إلى فرملة المُفاوضات المُتعلّقة بوقف إطلاق النار. كما يُضيف المراقبون أنّ إسرائيل على الرغم من خشيتها من توسيع الحرب مع “حزب الله”، فإنّها ستُكمل باستفزازه كيّ تجرّ المنطقة كلها إلى النزاع الدائر في غزة، وكيّ تظهر أمام الغرب أنّها ضحيّة لإيران ولحلفائها، وأنّه يتوجّب التحرّك ضدّ طهران وأعوانها وإنهاء التهديد الذين يُشكّلونه.
ويُتابع المراقبون أنّ “حزب الله” لطالما قصف المواقع العسكريّة الإسرائيليّة، كذلك فعلت إيران عندما استهدفت إسرائيل بعد الضربة التي طالت قنصليتها في دمشق، ويبقى السؤال بحسب المراقبين “هل سيشنّ “الحزب” هجوماً ضدّ الجيش الإسرائيليّ هذه المرّة، أمّ أنّه سيقصف حقول الغاز والنفط والمناطق المدنيّة، ما سيجرّ لبنان حكماً إلى حربٍ مع إسرائيل؟”