اجرى موقع “council on foreign relations” مقابلة مع الخبير في العلاقات الدولية ستيفن كوك، بشأن إحتمال إندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران، فإعتبر أن الهجمات الإسرائيلية على بيروت وطهران، والتي أدت إلى إغتيال هنية وشكر، هي مؤشر لحرب أوسع في الأيام المقبلة، خصوصا مع العمليات العسكرية على الحديدة اليمنية.
فإسرائيل، بحسب كوك، جادة في تغيير قواعد اللعبة مع محور المقاومة، وذلك بعد تعهّد المرشد الإيراني علي خامنئي بالإنتقام لإغتيال هنية، كما وحزب الله سينتقم أيضًا لإغتيال فؤاد شكر. وبحسب كوك، من المؤكد أن الحوثيين سيشاركون في أي إنتقام تخطط له إيران.
وأكد كوك أن عملية إغتيال هنية ستؤدي إلى إنهاء الجهود الحالية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، جازمًا أنه من المستحيل التفاوض على وقف إطلاق النار إذا كان إحد الأطراف يقوم بإغتيال مفاوضي الطرف الآخر.
وتابع كوك: “أثبت القطريون عدم قدرتهم على إقناع حماس بالموافقة على وقف إطلاق النار”. بالإضافة إلى ذلك، يبدو واضحًا أن الإسرائيليين كانوا جادين عندما أعلنوا أن القيادة الكاملة لحماس “رجال موتى يمشون”.
وأضاف: “يؤكد مقتل محمد ضيف وهنية أن الإسرائيليين يعنون ما يقولون، بغض النظر عن أي مفاوضات كانت جارية، وآخرها في روما، كان الإسرائيليون مصممين على الإنتقام وكسر حماس.
وبرأي كوك، إغتيال هنية وشكر هو الشرارة التي ستشعل الحرب الإقليمية، وأرادت إسرائيل من خلال العمليتين إرسال رسالة إلى قيادة حزب الله بأنهم ضعفاء وأن قوات الدفاع الإسرائيلية، رغم أشهر من القتال، لديها القدرة على إلحاق أضرار كبيرة بمعقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولفت كوك الى أن “هناك ضغطا سياسيا داخل إسرائيل لإعتماد نهج أكثر قوة أيضًا، سواءً ردًا على الحادثة في مجدل شمس أو بشكل عام لحل التهديد الذي يشكله حزب الله على المستوطنات الإسرائيلية شمالًا، في إنتهاك للقرار 1701.
وغادر حوالى ثمانين ألف إسرائيلي مستوطناتهم شمالًا خوفاً من هجوم مشابه ل” طوفان الأقصى”، وهو ليس قلقاً غير مبرر نظرًا إلى الإكتشافات الأخيرة للأنفاق تحت الحدود.
لا شك أن الدبلوماسيين الأميركيين سيبذلون قصارى جهدهم لإبرام إتفاق لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب، وتجنّب الصراع الإقليمي، لكنهم سيفشلون على الأرجح، برأي كوك.
“الإيرانيون يتعهدون بالانتقام والإسرائيليون يتحدونهم، هذه لحظة غير قابلة للتنبؤ. يبدو من غير المرجح أن ينسحبون من قتال مدمر، هذه هي الحرب التي كانوا جميعًا يستعدون لها، قال كوك.