3 فرضيات لاغتيال هنية في إيران.. ما هي؟

3 أغسطس 2024
3 فرضيات لاغتيال هنية في إيران.. ما هي؟

نشر موقع “العربي الجديد” تقريراً تحت عنوان: “طريقة اغتيال إسماعيل هنية في طهران.. 3 فرضيات”، وجاء فيه: 

 

في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء 31 تموز الماضي، أعلنت إيران عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في طهران، وتحدث الحرس الثوري الإيراني في بيان مقتضب عن “شيء” استهدف المقر من دون أن يوضح ماهيته، ما فتح باب التأويلات في البحث عن الطريقة التي جرى بها الاغتيال.

 

وإن كان بيان حماس، الذي نعت به الشهيد هنية وأشار إلى أنه قضى “إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران”، قد وجه التحليلات الأولى إلى فرضية أن الاغتيال جرى بصاروخ، إلا أن الجدل استمر مع تقديم روايات أخرى ليستمر الغموض يكتنف حادثة اغتيال إسماعيل هنية في انتظار رواية رسمية قادرة على إنهاء الجدل.

القدومي: مقذوف من الجو

 

أكد ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي أن حادثة الاغتيال حصلت عبر استهداف غرفة هنية بـ”مقذوف جوي” مستدلاً على ذلك بآثار الانفجار على الغرفة، وقال في حديث لـ”العربي الجديد”، أمس الجمعة، إن الشهيد هنية توجه بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إلى مقر إقامته في شمال طهران، مشيراً إلى أنه “لم يكن سرياً وكان معروفاً لدى الكثير من الناس، وخاصاً بكبار الضيوف القادمين إلى البلد”.

 

ويتابع القدومي سرده لما حصل قائلاً: “في تمام الساعة 1:37 دقيقة، حدثت صدمة للمبنى، فخرجت من المكان الذي كنت فيه، فرأيت دخاناً كثيفاً، وبعد ذلك عرفنا أن الحاج أبو العبد قد استشهد”، مشيراً إلى أنه “كان هناك وميض”.

 

وأضاف: “من شدة الصدمة التي حصلت للمبنى، ظننت أنه حصل رعد أو زلزال، ففتحت النافذة ولم أجد مطراً أو رعداً، فالجو كان حاراً، وذهبنا إلى الطابق الرابع الذي كان فيه الشهيد فوجدنا أن جدار وسقف المكان الذي كان فيه قد سقطا وتدمرا”.

 

وتابع القدومي: “من الواضح من شكل المكان بعد الهجوم وما حدث له، ومن جثة الشهيد القائد إسماعيل هنية، أن الاستهداف قد حصل بواسطة مقذوف من الجو، سواء كان صاروخاً أو قذيفة”.

 

وأشار القدومي إلى أنه لا يريد خوض تفاصيل أكثر “حيث هناك فرق فنية تخصصية من الأشقاء في الجمهورية الإسلامية تقوم بالتحقيق وستعلن عن النتائج لاحقاً”.

 

وجاء كلام القدومي متسقاً مع ما كان خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، قاله في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء، بعد ساعات على اغتيال إسماعيل هنية، إذ أكد أن صاروخاً “أصاب الغرفة التي كان يقيم فيها المجاهد إسماعيل هنية بشكل مباشر وننتظر التحقيقات الرسمية”.

وكانت مصادر مطلعة في حركة حماس قالت، الأربعاء الماضي، لـ”العربي الجديد”، إن هنية وأعضاء الوفد المرافق له كانوا يقيمون في مضافة للحرس الثوري الإيراني شمال العاصمة طهران، مؤكدة أن الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد نخالة والوفد المرافق له كانوا يقيمون أيضاً في طابق آخر بالمبنى. بدورها، قالت وكالة نور نيوز الإيرانية إنّ مكان إقامة هنية استهدف بجسم طائر في الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي.

نيويورك تايمز: قنبلة زرعت قبل شهرين

 

خرجت صحيفة “نيويورك تايمز”، أول من أمس الخميس، برواية مثيرة لحادثة الاغتيال تركز على إظهار اختراق أمني كبير قام به جهاز الموساد الإسرائيلي للإجراءات الأمنية الإيرانية، وقالت الصحيفة نقلاً عمن قالت إنهم سبعة مسؤولين بالشرق الأوسط، بينهم اثنان إيرانيان ومسؤول أميركي، إن اغتيال إسماعيل هنية جرى عبر عبوة ناسفة هُرّبت ووُضعت داخل المبنى الذي كان يقيم فيه هنية، مشيرة إلى أن القنبلة أُخفِيَت قبل نحو شهرين داخل المبنى، موضحة أن الحرس الثوري الإيراني هو من كان يتولى حمايته.

 

وذكرت “نيويورك تايمز” أن تفجير القنبلة جرى عن بعد عقب التأكد من وجود هنية في غرفته، مشيرة إلى إن إسماعيل هنية سبق أن مكث مرات عديدة في المضافة نفسها خلال زيارته إلى طهران.  

 

وتطرقت الصحيفة في تقريرها إلى فرضية تنفيذ إسرائيل ضربة صاروخية، إذ رأت أنها ضعيفة متسائلة عن كيفية تمكن طيران الاحتلال الإسرائيلي من الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وتنفيذ عملية مماثلة في قلب العاصمة، وعادت لتأكيد روايتها بأنها وفق معلومات حصلت عليها، فإن “القتلة استطاعوا استغلال ثغرة مغايرة في الدفاعات الإيرانية: هفوة أمنية داخل مبنى يفترض أنه محروس حراسة شديدة، ما سمح بزرع قنبلة وبقائها مخفية عدة أسابيع قبل تفجيرها”.

 

بدوره، كشف تقرير صحفي بريطاني أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” قام بتجنيد عملاء إيرانيين لزراعة عبوات ناسفة في 3 غرف بدار الضيافة التابعة للحرس الثوري الإيراني في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان يقيم هنية، ثم تم تفجيرها عن بعد من الخارج.

وقالت صحيفة “التلغراف” البريطانية إنها “علمت” أن الموساد قام بتجنيد عملاء أمن إيرانيين لوضع متفجرات في 3 غرف منفصلة في المبنى الذي أقام فيه إسماعيل هنية.

ووفقا للصحيفة، فقد كانت الخطة الأصلية تتمثل في اغتيال إسماعيل هنية في أيار عندما حضر جنازة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.

وقال مسؤولان إيرانيان، لصحيفة التلغراف، إن العملية لم تمضي قدمًا بسبب الحشود الكبيرة داخل المبنى واحتمال فشلها.

وبدلاً من ذلك، وضع العميلان عبوات ناسفة في 3 غرف في دار الضيافة في شمال طهران حيث قد يقيم هنية.

وشوهد العميلان يتحركان خلسة أثناء دخولهما وخروجهما من غرف متعددة في غضون دقائق، وفقًا للمسؤولين الذين لديهم لقطات من كاميرات المراقبة للمبنى.

ويقال إن العملاء تسللوا إلى خارج البلاد لكن لديهم مصدرًا لا يزال في إيران. وفي الساعة الثانية من صباح يوم الأربعاء، فجّروا المتفجرات من الخارج في الغرفة التي كان يقيم فيها هنية.

وكالة فارس: إسماعيل هنية اغتيل بقذيفة

 

عقب نشر تقرير نيويورك تايمز بساعات، نشرت وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري الإيراني تقريراً عن ملابسات حادثة الاغتيال، أكدت فيه أنه حدث عبر إطلاق قذيفة، وقالت الوكالة الإيرانية إن التحقيقات الأولية بشأن اغتيال هنية ومرافقه تظهر أنها نُفذت عبر إطلاق قذيفة أدت إلى تدمير جزء من سقف المكان والنوافذ.

 

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادرها أن هنية كان في الطابق الرابع من المبنى في منطقة زعفرانية شمال طهران، موضحة أنه بات مؤكداً أن “الكيان الصهيوني هو الذي خطط لهذا العمل الإرهابي ونفذه”، مشيرة إلى أن “المزيد من التفاصيل سيُنشر إن اقتضت الحاجة”.

ورغم اتفاق رواية حماس مع رواية وكالة فارس، إلا أن الطرفين لم يذكرا تفاصيل تخص طريقة إطلاق الصاروخ أو القذيفة، ما فتح أيضاً المجال لطروحات تتحدث عن طائرة إسرائيلية أطلقته من الجو، في حين ذهبت تحليلات أخرى إلى أنه أُطلق من داخل إيران مستندة بذلك إلى تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحافي يوم الخميس رداً على سؤال بشأن اغتيال هنية: “لم نهاجم إيران جواً”، وأضاف: “قتلنا فؤاد شكر (القيادي في حزب الله) في لبنان، لكن لم تكن هناك غارة جوية أخرى إسرائيلية في الشرق الأوسط كله بعد ذلك”.

 

لطالما عرف التاريخ الحديث العديد من حوادث الاغتيال السياسي الغامضة والتي ظلت طرق تنفيذها سراً بسبب حرص المنفذين على إنكار مسؤوليتهم، وبالتالي إخفاء الحقائق وترك بعض الأسئلة معلقة، ما يترك المجال مفتوحاً للتأويلات والتحليلات، ما يتيح لهم الإنكار، وفي ظل غياب رواية رسمية متكاملة تقدم كافة الأجوبة، ستبقى طريقة تنفيذ جريمة اغتيال إسماعيل هنية غامضة على الرغم من أن الجميع يعرف هوية المنفذ. (العربي الجديد)