نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” مقالًا للكاتب راني بولط تناول تحرّك حزب الله المتوقّع ردًا على إغتيال المسؤول العسكري فؤاد شكر.
وإستهّل الكاتب المقال بـ”حتميّة الرد للحفاظ على صدقية حزب الله أمام جمهوره”.
وإعتبر الكاتب أن التصعيد الأخير والهجمات الإسرائيلية على حزب الله وحماس، ينبئ بحرب على نطاق واسع.
وبرأي الكاتب، الحرب الإعلامية والروايات عن “الردع المزعوم” التي يمارسه حزب الله ضد إسرائيل والولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية لأنه قد يساعد في تحليل طبيعة الرد على هجوم إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب، تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار على طول الحدود الجنوبية، وإتخذ الصراع مسارًا تصاعديًا، وركّز الإعلام الحربي لحزب الله على مجموعة متنوعة من الحجج التي زعمت النجاح في إنشاء ردع ضد إسرائيل.
والهدف الرئيسي من خطاب نصر الله الأخير، بحسب الكاتب، كان ردع إسرائيل عن تنفيذ عملية عسكرية في لبنان. ولكنه كان موجهًا أيضًا إلى الجمهور اللبناني، الذي يزداد خوفًا من إحتمال إندلاع حرب شاملة قد تجلب الدمار، لإقناعهم بأن قرار حزب الله الإنضمام إلى حرب غزة، وكذلك هجماته التصعيدية المستمرة، هي بطبيعتها وقائية وتنجح في منع إسرائيل من شن حرب كبرى.
وإستمرت التقارير الإعلامية بالترويج للرواية التي تقول إن حزب الله إكتسب اليد العليا في التصعيد على إسرائيل،والحجة الرئيسية لهذا الردع المزعوم هي الرواية المحيطة بوتيرة الصراع.
وفقًا لبعض المعلّقين، يتكون الصراع بين حزب الله وإسرائيل من ثلاث مراحل، حيث يتحكم حزب الله في كل مرحلة بوتيرة القتال.
شملت المرحلة الأولى الإشتباكات عبر الحدود، والتي إقتصرت على منطقة سبعة كيلومترات. والمرحلة الثانية(مرحلة الردع)، بعد إغتيال القيادي البارز في حماس صالح العاروري.
والمرحلة الثالثة، بعد مقتل القائد طالب عبد الله، مع تكثيف حزب الله لهجماته الصاروخية وتوسيع نطاق القتال إلى 35 كيلومترًا في العمق الإسرائيلي.
جانب آخر من هذه الرواية هو الخطاب عن هجمات حزب الله بالطائرات بدون طيار على إسرائيل، والتي أُطّرها على أنها تصعيدية بطبيعتها وتسعى إلى إنشاء تكافؤ مزعوم بين ترسانة الطائرات بدون طيار لحزب الله والطائرات المتفوقة لإسرائيل.
وتصف الادعاءات مثل هذه الحرب على أنها تتألف من عدة مراحل تصعيدية، بدءًا من إطلاق أربع طائرات بدون طيار في شباط للوصول إلى أكثر من 100 طائرة بدون طيار في حزيران.
وإستشهدت تعليقات أخرى بزيارة المبعث الخاص للولايات المتحدة آموس هوكشتاين إلى لبنان في حزيران، مدعية أنه طلب من حزب الله تقليل هجماته بالطائرات بدون طيار إلى بضعة أشهر في محاولة للحد من حدة الصراع.
والفيديوهات عن هجمات حزب الله والتعليقات على وسائل التواصل دليل متزايد على إختراقه لقدرات الإستخبارات الإسرائيلية، وهي جزء من رسائل للجيش الإسرائيلي أنه يمتلك بنكًا من الأهداف الإستراتيجية التي سيضربها مباشرة إذا شنت إسرائيل عملية في لبنان.
وبحسب الكاتب، ذهب بعض المحللين إلى مقارنة القدرات المزعومة للطائرات بدون طيار لحزب الله بقوة سلاح الجو الإسرائيلي في حالة نشوب حرب، حتى أن البعض أطّر مثل هذه اللقطات على أنها تظهر تفوق حزب الله في التجسس على إسرائيل، زاعمًا أنه أظهر قدرات في جمع المعلومات الإستخبارية عن أهداف إستراتيجية حاسمة.
في الوقت نفسه، لم تنجح إسرائيل حتى الآن إلا في إستهداف أفراد وقادة حزب الله. وزعم بعض المحللون أن لقطات الطائرات بدون طيار يهدف إلى ردع إسرائيل مع إظهار أن حزب الله مستعد للقتال.
بشكل عام، يبدو أن التعليقات حول لقطات الطائرات بدون طيار تتبنى الحجج التي أدلى بها نصر الله في خطابه بعد لقطات الهدهد، الذي وصفها بأنها “بنك أهداف شامل وحقيقي” داخل إسرائيل.
وبشكل أساسي، كان الهدف وراء هذا التصوير لـ “الردع الإستراتيجي” هو أن كلما كثف حزب الله خطابه حول الحرب ، كلما خدم أغراض الردع الإستراتيجية.
وقد تم تقديم قدرات حزب الله الجديدة في الصواريخ والطائرات بواسطة نصر الله نفسه في خطاب حديث، وقدم الأخير إدعاءين في هذا الصدد.
أولاً، إدعى أن جاهزية حزب الله للحرب قد تم إثباتها من خلال ردوده غير المقيدة على قتل قادته، وكشف المزيد من قدراته الصاروخية والطائرات بدون طيار وكل مرة صوّب على مجموعة أوسع من الأهداف الحساسة.
ويردّ المسؤولون الإسرائيليون على نصر الله بعمليات محدودة في الجنوب، مثل دفع “قوات الرضوان” إلى ما وراء نهر الليطاني، دون تحقيق أهداف أوسع.
وفي خطاب له بذكرى عاشوراء، وصف نصر الله إسرائيل بأنها تتراجع، وأشار إلى النصوص الدينية، بما في ذلك النصوص اليهودية، ليزعم أن إسرائيل على شفا الإنهيار بشكل ملحوظ.
وصف نصر الله إسرائيل بأنها متورّطة إلى حد كبير بوفيات الجنود وإصاباتهم ونقص كبير في الأسلحة والذخائر.
في توضيح إضافي لإنجازات المحور العسكرية، أكد الطبيعة غير المتماثلة لحرب المحور جنبًا إلى جنب مع العقيدة الشيعية وتركيزها على الشهادة.
المصدر:
خاص “لبنان24”