ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أن “التكهنات بشأن المكان الذي ستضرب فيه إيران أو وكلاؤها ردا على اغتيالات إسرائيل الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والمسؤول الكبير في حزب الله فؤاد شكر بدأت تكثر. وفي حين يتم عرض العديد من السيناريوهات، إلا أنها لا تزال تخمينية. ولكن، هناك احتمال يستحق دراسة موسعة. فهذه المرة، لا تقتصر مصلحة إيران في ضرب إسرائيل على إظهار القوة فحسب، بل على ممارسة القوة وإلحاق قدر كبير من الألم والضرر بالإسرائيليين. ومع ذلك، تواجه إيران مشكلة كبرى، ففي حين أنها قادرة على إلحاق الضرر من الضربة الأولى، فإنها تفتقر إلى الوسائل العسكرية والقدرة على حماية نفسها من الضربات الانتقامية من جانب إسرائيل، أو الولايات المتحدة، أو كليهما معاً إلى جانب حلفائهم”.
Advertisement
وبحسب الموقع، “لذلك، فإن السيناريو الأفضل بالنسبة لإيران ينطوي على توجيه ضربة تؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تُشغل إسرائيل بحيث لن تتمكن من شن هجوم مضاد فوري أو فعال. وقد يكون أحد الأهداف المحددة هو الشريط الضيق من الأرض الواقع بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يمتلك الإسرائيليون قواعد عسكرية عديدة هناك لضمان حمايتهم. ومن خلال ضربة جوية، يمكن لإيران أن تهدف إلى تدمير هذه القواعد العسكرية، على أمل أن يؤدي الاستياء والغضب المتراكم في الضفة الغربية على مدى الأشهر الثمانية الماضية إلى ثورة ضد الإسرائيليين. ومن المؤشرات على احتمال استهداف إيران لهذه المنطقة أنه في قائمة الأهداف التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية، توجد أربع قواعد عسكرية من أصل سبع مستهدفة في هذا القطاع”.
وتابع الموقع، “تعتمد إيران أيضًا على احتمال أن يتحول الغضب في الضفة الغربية، جنبًا إلى جنب مع الصراع المستمر في غزة والتوترات مع حزب الله في الشمال، إلى وضع لا يمكن السيطرة عليه بالنسبة لتل أبيب. وفي هذا السياق، قد تعتبر إيران هذا الشريط من الأرض بمثابة “عقب أخيل” لإسرائيل. ومن خلال ممارسة الضغط العسكري على هذه المنطقة، قد تأمل إيران في خلق فرصة لمجموعات حماس في غزة والفصائل في الضفة الغربية للتواصل أو على الأقل التسبب في المزيد من المشاكل للجيش الإسرائيلي المنهك. ومن الممكن أن يؤدي هجوم كهذا أيضًا إلى تعريض وسائل النقل والاتصالات البرية بين شمال وجنوب إسرائيل للخطر، مما يخلق عقبات لوجستية كبيرة”.
وأضاف الموقع، “من المهم أيضًا ملاحظة أن إيران تحاول تسليح الضفة الغربية. فقد حاولت تهريب الأسلحة من خلال مهربين أردنيين أو عبر طائرات من دون طيار، وغالباً بمساعدة حزب الله ووكيله السوري، لواء الإمام الحسين، وهناك احتمال أن تكون إيران قد نجحت بالفعل في تهريب بعض الأسلحة إلى الضفة الغربية. وفي أعقاب الهجوم، تأمل إيران أن يؤدي هذا الوضع إلى أعمال عنف واسعة النطاق. في هذا السيناريو، قد تكون خطوة إيران التالية هي تسليم الشعلة لحزب الله، في الوقت الذي تحاول فيه تجميع صفوفها أو تسعى لبدء المفاوضات”.
وبحسب الموقع، “في هذا السيناريو، ستحاول إيران إطلاق العنان لوكلاء شيعة لشن هجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا والأردن، ويمكن القول إن هذا الجزء من الانتقام قد بدأ بالفعل. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بمهاجمة القوات الأميركية، قد يبرز وكلاء إيران في سوريا كلاعبين رئيسيين، حيث أن القوات الأميركية في التنف في محافظة حمص السورية أكثر عرضة للخطر مقارنة بالقوات الموجودة في العراق. وفي الوقت نفسه، يمكن للحوثيين مواصلة هجماتهم ضد إسرائيل، وضرب ميناء إيلات وتصعيد مضايقاتهم لحركة المرور البحرية الدولية في البحر الأحمر، مما يتسبب في ارتفاع تكاليف الشحن والضغوط المالية على الغرب”.
وتابع الموقع، “مع ذلك، في حين أن كل هذه الإجراءات يمكن أن تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن استخدام الوكلاء لا يزال لا يحل مشكلة إيران الرئيسية، أي عدم تكافؤ القوى بينها وبين الشراكة الإسرائيلية الأميركية. وفي هذا السياق، يجب على إيران أن تكون حذرة، فأي توظيف متهور من قبل الجماعات التابعة لها يمكن أن يؤدي إلى رد فعل شديد يعرض للخطر شبكة الوكلاء التي أمضت أربعة عقود في بنائها. وهذا لن يضر إيران فحسب، بل سيضر أيضًا بشركائها الدوليين الرئيسيين، الصين وروسيا، كما ومن شأن الصراع المستمر في البحر الأحمر أن يزيد من تكلفة التجارة بالنسبة للصين، التي كانت تشكو بالفعل إلى إيران. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الوكلاء في سوريا يمكن أن يؤدي إلى توجيه ضربة كبيرة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مما يعرض جهود روسيا ومكاسبها في سوريا للخطر”.
وختم الموقع، “في هذا السياق، من الآمن أن نقول إنه سواء كان القطاع الذي يبلغ طوله ثمانية وخمسين ميلاً بين الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل نقطة ضعف إسرائيل أم لا، فإن أي ضربة متهورة يمكن أن تكشف ضعف إيران