ما هي حظوظ هاريس في بنسلفانيا؟

10 أغسطس 2024
ما هي حظوظ هاريس في بنسلفانيا؟


وقع اختيار، كمالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الأميركية، على  تيم والز، حاكم مينيسوتا، رغم التوقعات التي رجحت اختيار حاكم بنسلفانيا، جوش شبيرو، ليساعدها في الفوز بالولاية المتأرجحة التي يطمح لكسبها كلا الحزبين، وسط تساؤلات فيما لو كان قرارها هذا قد أثر على حظوظها هناك. 

وتعد هذه الولاية الغنية بالأصوات الانتخابية أساسية في الانتخابات المقبلة، فهي التي رجحت كفة الانتخابات لصالح جو بايدن في عام 2020، وتعتبر محورية وتحظى بمنافسة عالية من جديد هذا العام أيضا. 

وبعد أن كانوا قد صوتوا لبايدن، الذي ولد في مدينة سكرانتون بولايتهم، وحظوا باهتمام الرئيس الأميركي بشكل واسع خلال السنوات الماضية، لكن باختيار والز، يواجه المصوتون في بنسلفانيا واقعا جديدا يخلو فيه السباق الرئاسي من أي نجم ذي صلة بولايتهم. 

تشير صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الديمقراطيين قد يعبرون عن استيائهم تجاه قرار هاريس باختيار والز في حال خسارتهم بنسلفانيا بهامش ضئيل، إلا أنه، إلى الآن، تظهر مقابلات مع أكبر مؤيدي شابيرو في بنسلفانيا أن معظم الديمقراطيين الذين يركبون موجة زخم جديد، لم يظهروا اطمئنانهم لخيارها فحسب بل أيضا اعتنقوه كليا. 

وقال النائب السابق ورئيس الحزب الديمقراطي في فيلادلفيا، روبرت برايدي، أحد أبرز مؤيدي شابيرو: “كنا نود أن يكون ابننا المفضل هناك، بطبيعة الحال”، وذلك قبل اختيار المرشح لنائب الرئيس، يوم الثلاثاء. 

وبعد الإعلان عن اسم والز، لم يعبر برايدي عن رفضه، بل قال لدى سؤاله ما إن كان السباق في بنسلفانيا أصعب بالنسبة للديمقراطيين دون حاكمها، أجاب بالقول: “ليس وفق ما رأيناه يوم الثلاثاء.. المنافسة ستكون شديدة، لكن هناك طاقة رائعة”. 

ولكن في الولايات الرئيسية التي تشهد معارك انتخابية حامية الوطيس، يؤكد مسؤولو الحزب أن الانتخابات العامة لا تزال على وشك أن تكون متقاربة وغير متوقعة، حيث يشعر الناخبون بالقلق إزاء قضايا مثل تكاليف المعيشة والاقتصاد الأوسع والمشهد العالمي المتقلب. وتدل المؤشرات على أن تعديل البطاقة الرئاسية، بانسحاب بايدن ودخول هاريس السباق قد أعاد الديمقراطيين إلى اللعبة، ولكن الطريق أمامهم طويل وصعب، وفق تعبير “نيويورك تايمز”.

أهمية بنسلفانيا 
وتعد بنسلفانيا بمثابة مفتاح الفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية، إذ يعتقد الجمهوريون والديمقراطيون أن الرئيس المقبل هو من سيفوز بأصوات هذه الولاية. 

على مدى أكثر من قرنين، أُطلق على ولاية بنسلفانيا لقب “حجر الزاوية في الاتحاد الفيدرالي”، مما يعكس مكانتها المحورية في السياسة الأميركية. 

وفي احتفال بفوز الرئيس، توماس جيفرسون، في انتخابات 1802، أكد المتحدثون على أهمية الولاية، التي كانت ولا تزال تحتل مكانة مركزية في الحملات الانتخابية الأميركية.

ومنذ الأيام الأولى لتأسيس الولايات المتحدة، كانت بنسلفانيا في قلب الأحداث السياسية، مستضيفة المؤتمر القاري في فيلادلفيا في سبعينيات القرن الثامن عشر، وآخر ولاية تصادق بالإجماع على إعلان الاستقلال في تموز 1776.

ولم تكن بنسلفانيا دائما ولاية متأرجحة، لكنها كانت دائما مؤثرة في الانتخابات الرئاسية. ودعمت الولاية المرشحين الجمهوريين بشكل ثابت من عام 1860 حتى 1932.