نتنياهو يغتال المفاوضات ثم يعود اليها بشروطه!

10 أغسطس 2024
نتنياهو يغتال المفاوضات ثم يعود اليها بشروطه!


لا تزال العملية العسكرية الحاصلة في قطاع غزّة تأخذ حيّزاً كبيراً من التركيز الإعلامي في ظلّ التوترات الكبرى التي تخيّم على المنطقة والتي توحي بأنّ امكانية الذهاب الى حرب شاملة، على خطورتها، تزداد ترجيحاً يوم بعد يوم وذلك بعد الردّ الايراني أو ردّ “حزب الله” أو اليمن. 

وبحسب مصادر سياسية مطّلعة، فإنّ كل الوساطات القائمة اليوم لن تؤدي الى أي نتيجة فعلية، سيما وأن الأداء العسكري لحكومة بنيامين نتنياهو بات تصعيدياً بشكل كبير بالتوازي مع إعطائه إشارات إيجابية حول المفاوضات والرغبة بالوصول الى حلّ مع الفلسطينيين. 

لا يريد نتنياهو التوصّل الى إبرام أي تسوية على المدى القريب، إذ إنه يعوّل على وصول الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الى “البيت الأبيض”، لكنه في الوقت نفسه يتحاشى الاصطدام مع الادارة الأميركية الحالية التي باتت تضاعف من ضغوطاتها عليه بهدف إيقاف الحرب المشتعلة في قطاع غزّة والتي من شأنها أن تتطوّر لتطال المنطقة بأكملها، وهذا الأمر تتجنّبه واشنطن حتى وإن كانت ستغضّ النظر عن حرب طويلة الأمد داخل فلسطين. 

وعليه فإنّ نتنياهو الذي وجّه ضربة كبرى للمفاوضات في المرحلة الفائتة من خلال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية، عاد اليوم ليقول أنه جاهز للتفاوض وفق شروطه المُعقّدة، وبالتالي فإنّه من غير الممكن أن يوافق المحور على هذه الشروط التعجيزية ولا حتى حركة “حماس” وتمرير فرصة انتصار لنتنياهو . 

من هنا فإن المدّ والجزر القائم في هذه الفترة قد يدفع بطهران بشكل أساسي، يليها “حزب الله” والمحور عموماً الى تصعيد عملياته والذهاب الى خيار الرّد من دون أي تردّد، بالرغم من كلّ المغريات المطروحة على الطاولة ومن بينها إيقاف الحرب على غزّة. لكن من الواضح أن نتنياهو لا يزال متعنّتاً لفكرة استمرار الحرب ولا يريد إيقافها، وبالتالي فهو لا يترك مجالاً أمام المحور سوى الذهاب نحو ردّ قاسٍ يردع اسرائيل ويوحي لأميركا بأن الحرب الجدية باتت على الابواب.