إسرائيل في حالة تأهب قصوى.. هل من هجوم ايراني قريب؟

13 أغسطس 2024
إسرائيل في حالة تأهب قصوى.. هل من هجوم ايراني قريب؟


وضعت إسرائيل جيشها “في حالة تأهب قصوى”، بينما تعمل على تنويع وتعزيز بنيتها التحتية الحيوية، مع تصاعد المخاوف من هجوم إيراني وشيك على الأراضي الإسرائيلية.

حالة “تأهب قصوى”
تهدد إيران وحزب الله بشن هجوم على إسرائيل، بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، ومقتل القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

واتهمت حماس وإيران إسرائيل بـ”قتل هنية”، وتوعدتا بالرد، لكن الجانب الإسرائيلي لم يعلن مسؤوليته عن مقتل هنية أو ينف ضلوعه فيه.

وأعلنت إسرائيل عن حالة التأهب القصوى لجيشها لأول مرة هذا الشهر بعد ملاحظة استعدادات إيران وحزب الله لتنفيذ هجمات، وفقا لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصدر مطلع على الأمر.

وقال المصدر إن “إسرائيل لا تعرف ما إذا كانت الهجمات وشيكة وتتحرك بحذر”.

والإثنين، وافق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، على الخطط العسكرية، وقال إن الاستعدادات الهجومية والدفاعية جارية.

وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت: “نحن في أيام اليقظة والاستعداد”.

وأضاف: “قد تتحقق التهديدات من طهران وبيروت ومن المهم أن نشرح للجميع أن الاستعداد واليقظة ليست مرادفات للخوف والذعر”.

وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة شاركت معلومات استخباراتية جمعتها بشأن تغيير مواقع القوات الإيرانية، حسبما ذكرته “وول ستريت جورنال”.

لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن تحديد تحركات الأصول العسكرية لا يوفر معلومات كافية لتحديد توقيت الهجوم المحتمل.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الإثنين، إن الولايات المتحدة استعدت لهجمات كبيرة قد تشنها إيران أو وكلاؤها في الشرق الأوسط هذا الأسبوع.

“تنوع وتعزيز” البنية التحتية
وفي حين لم تقدّم إيران أو حزب الله أي إشارة إلى المكان الذي قد يختاران استهدافه إذا نفذا “هجوما مباشرا”، فقد ركزت إسرائيل دفاعيا على “البنية التحتية الحيوية والاتصالات”.

وفي الداخل الإسرائيلي، جهز رؤساء البلديات أجهزة الإنذار التي تعمل بالبطاريات، وكذلك هواتف تعمل بالأقمار الصناعية، حيث تعمل إسرائيل على تنويع وتعزيز بنيتها التحتية الحيوية، وفق ما نقله تقرير لوكالة “بلومبيرغ”.

والحفاظ على الطاقة المستمرة أمر مهم للاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا لدرجة أن إسرائيل اكتسبت لقب “دولة الشركات الناشئة”.

وصمدت إسرائيل بالفعل في وجه وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران في أبريل وتحملت هجمات منتظمة من وكلاء طهران في الشمال والجنوب لعدة أشهر.

وفي الوقت الحالي تستعد السلطات الإسرائيلية للأسوأ، بما في ذلك تخزين الوقود البديل لمحطات الطاقة في حالة انقطاع الإمدادات المنتظمة، بحسب الوكالة.

وقالت تامار فيكلر، نائبة الرئيس للعمليات والخدمات اللوجستية والأمن في شركة كهرباء إسرائيل، أكبر مورد للطاقة الكهربائية في البلاد، لبلومبيرغ: “اشترينا كميات لا حصر لها”.

ومنذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة “منظمة إرهابية”، على إسرائيل في السابع من أكتوبر، قامت شركة الكهرباء الإسرائيلية ببناء دفاعات في مواقع محطات الطاقة التابعة لها، حسبما أضافت فيكلر.

وكانت منصات الغاز البحرية معرضة لخطر الهجمات من حزب الله، الميليشيا اللبنانية المدعومة من إيران والتي تصنفها الولايات المتحدة أيضا “منظمة إرهابية”.

وفي حالة اندلاع حرب شاملة في الشمال، ستقرر إسرائيل إغلاق المنصات على أساس كل حالة على حدة، مما يجعل من غير المرجح أن يتم الإغلاق الكامل بسرعة، وفقا لما نقلته “بلومبيرغ” عن مسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر.

وحتى انقطاع التيار الكهربائي لفترة قصيرة قد يجعل من الصعب على الجمهور الإسرائيلي متابعة الأحداث، وقد دفع هذا السلطات إلى تركيب مولدات ديزل احتياطية أو بطاريات ليثيوم في أكثر من نصف أبراج الهاتف المحمول في شمال إسرائيل، بما في ذلك في مدينة حيفا الساحلية.

وفي تل أبيب، تم توصيل عشرات الأبراج بمولدات الشركات أو المرافق البلدية القريبة.

ومن جانبها، قالت إنبال مشاش، المديرة العامة لوزارة الاتصالات: “الهاتف الخلوي أمر بالغ الأهمية في حالة الطوارئ”.

وأكدت أن الهيئة تحاول تمديد عمليات الهاتف المحمول إلى ما يصل إلى 24 ساعة بعد انقطاع التيار الكهربائي، ارتفاعا من ساعتين عادة.

وكإجراء احتياطي، تم تزويد الوزراء ومسؤولي المدينة ومنسقي الطوارئ بهواتف الأقمار الصناعية.

وقالت مشاش إن شبكة “ستارلينك” التابعة لشركة “سبيس أكس”، ستكون متاحة قريبا لتمكين الاتصال بالإنترنت في البلديات.

وحتى الآن، في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر، لم يضطر الإسرائيليون عادة إلى قضاء سوى بضع دقائق في غرف محصنة أو ملاجئ عامة بينما أسقطت الدفاعات الجوية للبلاد معظم الصواريخ التي أطلقت من غزة أو لبنان.