التصعيد سيّد الموقف مع فشل المفاوضات.. والخطوة الإستباقيّة غير ممكنة

22 أغسطس 2024
التصعيد سيّد الموقف مع فشل المفاوضات.. والخطوة الإستباقيّة غير ممكنة


كتبت دوللي بشعلاني في” الديار”: مصادر سياسية مواكبة أشارت الى أنّ كلّ ما تقوم به إسرائيل أخيراً، من توسيع رقعة المعركة ومن استهداف قادة المقاومة من مختلف الأحزاب والحركات أينما وُجدوا، وآخرهم شقيق المقدح الذي تتهمه بتهريب الأسلحة الى الضفّة الغربية، يصبّ في دائرة محاولة السيطرة على زمام الأمور، بهدف وضع حزب الله في موقع ردّ الفعل، وجعله غير قادر على ضبط الأمور. لكن هذا لم ولن يحصل، سيما وأنّ الحزب يقوم بخطّة عسكرية مدروسة بعيداً عن الإنفعالات، لعدم جرّ لبنان والمنطقة الى حرب شاملة، تجعل “الإسرائيلي” ليس في موقع المبادر أو المتحكّم بالمواجهات العسكرية، إنّما في موقع الذي يخشى من الردّ على اغتيال شكر، ما يجعله يقوم باعتداءات موسّعة إستفزازية.

Advertisement

وتقول المصادر نفسها بأنّ الفارق في هذه “المرحلة الجديدة” بين حزب الله و”إسرائيل”، أنّ هذه الأخيرة تستهدف المدنيين، أكان في جنوب لبنان (30 % من القتلى من السكّان المدنيين)، أو في قطاع غزّة (حيث وصل عدد القتلى الى 40 ألف فلسطيني، وتعدّى المئة ألف بين جريح ومفقود، غالبيتهم من المدنيين) من دون أي ضوابط أو منطق بحجة القضاء على المقاومة. فهي تقصف المدنيين وتُهدد بالتصعيد في حال طالت الضربات سكّانها. في حين أن الحزب لم يستهدف أي من المدنيين منذ بدء المواجهات عند جبهة “الإسناد” وحتى الساعة، وهو لا يضرب سوى المواقع العسكرية، أكانت قديمة أم جديدة. وما اتهمته “إسرائيل” به بأنّه ضرب المدنيين في مجدل شمس، لتبرير توسيع رقعة المعركة على لبنان، هو اتهام كاذب وغير صحيح على الإطلاق.
وكشفت المصادر عينها بأنّ “الخطوة الإستباقية” التي ينوي “الإسرائيلي” شنّها على حزب الله أو على لبنان، ليس قادراً اليوم على تنفيذها نظراً لنقص العديد وكوادر التدريب على القتال الذي يُعاني منه، ما جعله يستدعي 12 ألفاً للإلتحاق بالجيش ويُمدّد التجنيد الإجباري. كما لا يُمكنه أن يؤدّيها بالتالي من دون أي إرتدادات على الداخل وفق معادلة حزب الله “إذا ضربتم نضرب”… لهذا يقوم بتصعيد ضرباته على لبنان، بدلاً من تنفيذ هذه الخطوة التي لا يعرف مدى تداعياتها عليه. ويقول المتحدّث باسم جيش العدو دانييل هاغاري بأنّه في حال جرى استهداف المستوطنين، فسوف يتمّ الردّ عليه بتصعيد مماثل. في حين يستهدف هو المدنيين اللبنانيين تحت ذريعة ضرب قادة المقاومة.
ولكن رغم مضي “الإسرائيلي” في التصعيد، على ما أوضحت المصادر، فإنّ الأميركي لا يزال ضدّ التصعيد على نطاق أوسع في لبنان، لا سيما في هذه المرحلة بالذات التي تسبق الإنتخابات الرئاسية الأميركية، والذي يمكن أن يكون له عواقب مدمّرة على لبنان والمنطقة بأكملها. لهذا يُواصل الأميركي مع القطري والمصري وسواهما إتصالاته للتوصّل الى صفقة ما توقف الحرب، رغم عدم التوصّل الى أي إتفاق مبدئي في المفاوضات التي جرت أخيراً في الدوحة وفي القاهرة.