التهديد بالحرب يقوي المتشددين في إيران

24 أغسطس 2024
التهديد بالحرب يقوي المتشددين في إيران

ذكرت مجلة “The Economist” البريطانية أنه “بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران، والتي أظهر فيها الناخبون بعض الحماس، عادت خيبة الأمل الشعبية. وأدار وزير الخارجية الإيراني السابق ونائب الرئيس الجديد، جواد ظريف حملة مسعود بيزشكيان وساعد في إحياء الآمال في تشكيل حكومة أكثر تمثيلاً. وأظهر الإعلان عن الحكومة الجديدة في 21 آب كيف تبددت هذه الآمال. وعين الرئيس الجديد رجالا ذوي توجهات غربية للتفاوض مع الغرب ومحاولة تخفيف العقوبات، لكنه احتفظ بمتشددين لإدارة الشؤون الداخلية. فوزير داخليته هو قائد سابق في الحرس الثوري الإيراني قام بقمع الاحتجاجات ضد النظام. كما واحتفظ بوزير الاستخبارات في حكومة سلفه المتشدد على الرغم من الخروقات العديدة التي ارتكبت تحت قيادته، وكان آخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.كما احتفظ نائب الرئيس ورئيس الوكالة الذرية الإيرانية بمنصبه”.

وبحسب المجلة، “تخلى بيزشكيان عن وعوده بتشجيع النساء والأقليات العرقية والدينية في إيران التي ساعدته أصواتها على الفوز. واللافت أن هناك وزيرة واحدة فقط، وهي الثانية في تاريخ الجمهورية الإسلامية، واستلمت وزارة الطرق والتنمية الحضرية. كذلك، لم يتم توزير أي شخصية من السنة والاكراد. ويصر المدافعون عن ذلك على أنه لولا استرضاء المتشددين، الذين يسيطرون على البرلمان، لكان النواب قد عرقلوا التعيينات. ولتحقيق أي تقدم، يحتاج بيزشكيان أيضًا إلى إبقاء المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، في صفه”.

وتابعت المجلة، “الإيرانيون كانوا يتوقعون الأفضل. وطلب بيزشكيان من ظريف اقتراح أعضاء في الحكومة على أساس الجدارة، لكنه رفض بعد ذلك كل مقترحاته باستثناء ثلاثة، كما وتلاشت معارضته العلنية لاستخدام القوة لفرض الحجاب. وتواصل الشرطة والقضاء احتجاز النساء لعدم ارتدائه وسجن الناشطات”.

وبحسب المجلة، “لقد كانت صلاحيات رؤساء إيران مقيدة دائمًا، وقد دفع التهديد بالتصعيد الإقليمي بعد اغتيال هنية ووجود السفن الأميركية بالقرب من المياه الإيرانية النظام إلى قمع أي تلميحات للإصلاح. وفي الوقت الراهن، إن القمع سيسمح بإبقاء منتقدي النظام تحت السيطرة. فالنظام لا يزال بحاجة إلى الغرب لحل مشكلته الأكبر: العزلة الاقتصادية. لقد حاول خامنئي التطلع إلى الصين وروسيا، لكنه فشل. في عهد سلف بيزشكيان، كان التضخم، في المتوسط، أعلى بما يزيد عن 15 نقطة مئوية عما كان عليه في عهد أي رئيس إيراني آخر. وتبلغ تكلفة القهوة في طهران نفس تكلفة القهوة في لندن تقريبًا”.

وختمت المجلة، “ظريف قدم استقالته من منصبه، لكن حليفه، عباس عراقجي، من المقرر أن يتولى منصب وزير الخارجية. وبينما يدين خامنئي الغدر الغربي، فإن بيزشكيان هو أول رئيس يُسمح له بتلقي مكالمات من القادة الغربيين منذ ثلاث سنوات”.