كتبت ماريا عندس في” الديار”: مع بداية الأزمة اللبنانية أي عام 2019، وفي ظل تطوّر المصائب المالية والأمنية في العالم، تأثّرت أسعار الذهب بشكلٍ أساسيِ وأصبحت ترتفع يومًا بعد يوم لتصبح اليوم المنافسة الاولى والأخيرة للأموال الورقية.
وفي الفترة الأخيرة، سجّلت أسعار الذهب مستوياتٍ تاريخيةٍ جديدةٍ، وارتفعت نحو 20% حتى الآن هذا العام، مدفوعة بالتفاؤل حيال بدء خفض أسعار الفائدة الأميركية في أيلول وعمليات شراء قوية من البنوك المركزية وارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوتر في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية لعام 2024.
في حديثه للدّيار، يؤكّد رئيس نقابة تجّار الذهب والمجوهرات في لبنان نعيم رزق، أنّ ارتفاع أسعار الذهب بهذه الوتيرة العالية تأثرت بالأزمة اللبنانية والعالمية.
لكنّ اللبنانيين تأثروا كثيرًا بهذا الوضع، للأسباب التالية: أولًا بسبب الأزمة المصرفية التي شهدها لبنان، بعد أن خسر العديد من الشعب أمواله، ثانيًا نتيجة الحروب والأزمات القائمة في بلادنا وفي العالم العربي وفي إيران، وثالثًا بسبب عدم استقرار العملة الوطنية مقابل الدّولار الأميركي في بلدنا. وبالتالي انعدمت ثقة اللبنانيين بالعملات الورقية، وبات همّهم الوحيد ادّخار أكبر عدد من الأونصات الذهبية. وأشار رزق في حديثه، إلى أنّه بمجرّد انخفاض الفائدة على الدّولار، الطلب على الذهب سيزيد، وأنّ سعر الذهب يتأثر تمامًا بالدّولار. ولفت إلى أنّ البارحة تحديدًا، سجّل الذهب رقمًا قياسيًا بعد أن سجّل 2532 دولارا ليكسر كل المقاييس بسبب حرب غزّة وإسرائيل وخوفًا من توسّع الإشتباكاتفي المنطقة. وهذا الخوف ولّد لدى الجميع الثقة الأكبر لشراء الذهب كونه الملاذ الآمن.
وأضاف رزق أنّ الحرب الروسية- الأوكرانية وأيضًا البطالة في أميركا، ساهما بطريقةٍ واضحةٍ إلى ارتفاع أسعار الذهب. ومن المؤكد أنّه سيشهد أرقامًا قياسيةً جديدةً من دون أي سقف. أمّا الطّلب الكبير على المعدن الأصفر، فلا يزال في أغلبية دول العالم.