ظلت روايات اغتصاب وتعذيب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مغيبة، رغم توثيق آخرها في معتقل “سدي تيمان” البشع، بكاميرا القناة الـ12 الإسرائيلية.
ولاحقت شبكة “سي إن إن” الأميركية تفاصيل معاناة بعض الأسرى، واستطاعت الوصول إلى إبراهيم سالم، (34 عاماً) الفلسطيني المنحدر من غزة، والمعنّف جسدياً في سجن سدي تيمان.
وروى إبراهيم، بلسان مرتجف، وبجسد مرتعد ما جرى، قائلاً للشبكة: “داهمني الرعب حين أمرني جنود إسرائيليون بخلع ملابسي أثناء أسري في سجن سدي تيمان، وحينها عرفت أن رحلتي إلى الجحيم بدأت للتو بعد 8 أشهر من العذاب المرير في المعتقل”.
منزل مدمر وعائلة مقتولة
اقتيد سالم إلى السجن، بعد أيام من غارة إسرائيلية دمرت منزله في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة في الثامن من كانون الأول، وأسفرت عن مقتل 8 من أقاربه، وإصابة زوجته، واثنين من أطفاله الثلاثة.
ويقول سالم في مقابلة أجرتها معه “سي إن إن” أثناء تواجده في مخيم المواصي للنازحين: “كنت مرتبكاً، وأتساءل لماذا تم اعتقالي؟ ليس لدي أي علاقة بالمقاومة…لم تكن هناك اتهامات ضدي، أنا مجرد حلاق بسيط”.
وبحسب المقابلة، فإن سالم ظل مجهول الهوية لثمانية أشهر، حتى انتشار صورة لأسير معصوب العينين يقف خلف سياج شائك، ويداه فوق رأسه، وتبين لاحقاً أنه سالم.
ومنذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول 2023، كان “سدي تيمان”، مجرد قاعدة عسكرية مظلمة في صحراء النقب الإسرائيلية بالقرب من حدود القطاع، ولاحقاً تحول إلى أسوأ معتقل في كل إسرائيل، وفيه عايش المتعقلون المقتادون من غزة صنوف العذاب المختلفة.
في 23 أيار، أبلغت المحكمة العليا الإسرائيلية المحامية سجا مشرقي، في اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل التي مثلت سالم، أنه كان في سجن “كتسيؤوت”، وهو مركز احتجاز في النقب تديره مصلحة السجون الإسرائيلية، وفي النهاية تم إطلاق سراحه دون توجيه تهمة إليه في الأول من آب.
وقال سالم من جهته، إنه كان هو بالفعل في الصورة المشهورة، مضيفاً أنه احتُجز في البداية في “سدي تيمان”، قبل نقله إلى “كتسيؤوت”، وأضاف: “كنا نسمع صراخاً. ثم صوت رصاص، يليه صمت. هذا الأمر من شأنه أن يُرعب الرجال.. لقد كان كابوساً”.
كذلك، كشف سام أن الجنود أمروا عدداً كبيراً من المُعتقلين بالتجرّد من ملابسهم، مشيراً إلى أنه أثناء التحقيقات كان يُسأل: “أين الرهائن؟ أين أسلحة حماس؟ هل أنت من حماس؟ هل أنت من الجهاد؟”.
ويؤكد سالم أنه تعرض للضرب والشتائم، وسكب الماء الساخن عليه، وأخبره الجنود أن بقية أفراد أسرته قُتلوا، لكن الجزء الأسوأ، على حد قوله، كان الاعتداء الجنسي الذي تعرّض له. (24)