كيف تراجعت إسرائيل وحزب الله عن شفا الحرب الشاملة؟

27 أغسطس 2024
كيف تراجعت إسرائيل وحزب الله عن شفا الحرب الشاملة؟

جاء في “الحرة”: اعتبر محللون ومسؤولون في حديث لصحيفة “واشنطن بوست”، أن تبادل إطلاق النار على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، كان بمثابة “حفظ ماء وجه” لكلا الجانبين، مما يسمح بالتراجع عن حافة صراع أوسع بين إسرائيل وحزب الله.

ورغم أن الطرفين يتبادلان القصف يوميا منذ أكثر من عشرة أشهر، إلا أن منسوب التوتر ارتفع مؤخرا بعد اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر، بغارة اسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 تموز، ثم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد ساعات في طهران بضربة نسبت إلى إسرائيل.

وصباح الأحد، أعلنت إسرائيل إحباط “جزء كبير من هجوم” شنّه حزب الله على أراضيها، مشيرة الى أنها نفّذت ضربات استباقية، فيما أكد الحزب أنه استهدف بشكل أساسي قاعدة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب، ردا على اغتيال شكر. ونفذت إسرائيل على مدى ساعات غارات وقصفا مدفعيا على مناطق عدة في لبنان أسفرت عن استشهاد ثلاثة مقاتلين من حزب الله وحليفته حركة أمل، فيما لم يتحدث الجيش الإسرائيلي عن وقوع إصابات في الهجوم، مشيرا إلى “أضرار بسيطة للغاية” ومقتل جندي نتيجة صاروخ اعتراضي إسرائيلي.

وبعد انتهاء التصعيد الذي استمر بضع ساعات، عاد تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الى مستواه اليومي المعتاد.

وفي هذا الشأن، قال دبلوماسي كبير من الشرق الأوسط مطلع على المناقشات الإقليمية تحدث لـ”واشنطن بوست” شريطة عدم الكشف عن هويته: “كلاهما (حزب الله وإسرائيل) مسرور بالنتائج، وهو ما يجعل الانزلاق إلى حرب شاملة أقل احتمالا”. ولكن الاستجابة المدروسة من الجانبين لم تستبعد بأي حال من الأحوال التهديدات الإقليمية، فيما زال الوضع الراهن المميت قائما، حيث عاد حزب الله وإسرائيل على الفور إلى تبادل إطلاق النار عبر الحدود على نحو أقل كثافة.

بدوره، قال هاريسون مان، المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط في وكالة استخبارات الدفاع: “إذا كان هذا هو رد حزب الله بالكامل، فهو أحدث دليل على أنه سيسعى إلى تجنب التصعيد مع إسرائيل بأي ثمن”.

وقال مصدر لبناني مقرب من حزب الله، إن الحزب سيواصل تقييم نتائج الهجوم لكنه مستعد للعودة إلى دوره كـ”جبهة دعم”، ومواصلة الضغط على إسرائيل في الشمال طالما استمرت في الحرب مع حماس في قطاع غزة، حسبما أشارت “واشنطن بوست”.

كذلك، قال المحللون لـ”واشنطن بوست”، إن خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا قد تم تأجيله فقط، ولم يتم تجنبه، وسيظل معتمدا إلى حد كبير على تقدم محادثات وقف إطلاق النار في غزة. وحتى لو أبدى حزب الله رضاه في الوقت الحالي، فإن إيران راعيته تظل بمثابة ورقة رابحة.

وقال مسؤول ثان من الشرق الأوسط لـ”واشنطن بوست”: “من المرجح أن ترد إيران بطريقة أو بأخرى، إلى أي مدى ومتى يكون الرد فهذا غير واضح..  ولكن من الواضح أن الأمل هو أن يؤدي التقدم في محادثات غزة، إلى خفض التصعيد”. (الحرة)