عودة التموضع السياسي الى المربع الأول من الازمة

3 سبتمبر 2024
عودة التموضع السياسي الى المربع الأول من الازمة


يطرح السؤال حول مدى الجدية السياسية في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي وسط تقاذف الاتهامات بالتعطيل، بحيث تم ملء الفراغ بسجال غير مباشر فرضته مناسبتان سياسيتان ، من دون ان يكون للمواقف والرسائل المتبادلة فيهما اي تأثير على الاستحقاق، في انتظار ما يمكن ان تسفر عنه اللقاءات المرتقبة في الرياض هذا الاسبوع، مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان اليها.

وكتبت سابين عويس في”النهار”: لن تدخل اوساط عين التينة في الرد على دعوات جعجع، اذ لا ترى فيها جديداً، كما انها لا ترغب في الدخول في اي سجالات لا تنتج حلولاً.

اما على مقلب القوى السياسية الأخرى، فهي لم تتلقف خطاب جعجع لا سلباً ولا ايجاباً، على القاعدة ذاتها بأنه لم يحمل بالنسبة اليها جديداً، وسط تساؤل عما يحول دون ان يطرح رئيس القوات الذي يقدم نفسه في موقع قيادة قوى المعارضة، اي مبادرة، بل الاكتفاء بتلقف المبادرات الأخرى. وهذا التساؤل ينسحب ايضاً على السبب الكامن وراء عجز جعجع عن انخراطه في اللعبة السياسية وفق حجمه النيابي والسياسي والشعبي، خصوصاً بعد خروج الرئيس السابق ميشال عون من السلطة، وظهور بوادر تفكك في كتلته النيابية، علماً ان لدى جعجع أكبر كتلة نيابية في المجلس.

في الأوساط التي تدور في فلك بري، عدم وضوح حيال سبب تمسك جعجع بالحوار بعد انتخاب الرئيس، والمعلوم ان الخلاف بينه وبين بري يكمن في التوقيت وفي جدول الاعمال. ذلك ان بري متمسك ببند وحيد هو الاستحقاق الرئاسي، في حين يرى جعجع ان الحوار يجب ان يكون على لبنان الدور والمستقبل. وهذا في حد ذاته بالنسبة إلى هذه الأوساط بمثابة لغم سينفجر في وجه الرئيس العتيد ويطيح عهده، لأن هذا الموضوع سيفتح البلاد على تحديات واستحقاقات تطال النظام السياسي والدستور!