ذكرت شبكة “NBC” الأميركية أنه “بعد مرور ما يقرب من 11 شهرًا على هجوم حماس، ها هي الحرب قد اندلعت في إسرائيل. فقد هدد الإضراب الوطني بإيقاف اقتصاد البلاد يوم الاثنين بعد العثور على ستة رهائن محتجزين في غزة منذ 7 تشرين الأول مقتولين، ما أشعل الاحتجاجات الجماعية التي شارك فيها مئات الآلاف من الناس في تل أبيب والقدس وخارجها. وتسبب العرض الدرامي للمعارضة في تعطيل الرحلات الجوية والمستشفيات والبنوك، في تصعيد غاضب لحملة استمرت عدة أشهر للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس”.
وبحسب الشبكة، “أغلق المتظاهرون الطرق وساروا نحو المباني الحكومية للمطالبة باتفاق هدنة بعد العثور على جثث الإسرائيلي الاميركي هيرش جولدبرج بولين، وكارمل جات، وإيدن يروشالمي، وألكسندر لوبانوف، وألموغ ساروسي، والرقيب أول أوري دانينو بعد حوالي 11 شهرًا من احتجازهم كرهائن خلال هجمات حماس الإرهابية في 7 تشرين الأول. وألقى نتنياهو والمسؤولون الأميركيون باللوم علنًا على حماس بسبب الفشل في التوصل إلى اتفاق، بينما واصل الجيش الإسرائيلي هجومه على الجيب الفلسطيني المدمر. لكن المتظاهرين اتهموا حكومتهم بالتخلي عن الرهائن بعد فشلها في التفاوض على صفقة من شأنها إطلاق سراح الأسرى المتبقين”.
وتابعت الشبكة، “قال نمرود غورين، وهو زميل بارز في الشؤون الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن العاصمة، للشبكة: “هناك الكثير من الغضب”. وقال في مقابلة هاتفية إن مصير الرهائن الستة الذين عُثر عليهم مقتولين في غزة “يعكس حقًا أعمق المخاوف التي كانت تحيط بأزمة الرهائن هذه، مع العلم أنهم كانوا على قيد الحياة قبل بضعة أيام فقط وأن الضغط العسكري لم ينجح في إعادتهم إلى ديارهم”. ورغم أن الغضب العام في إسرائيل يبدو أنه وصل إلى ذروته، قال غورين إنه لا يزال يتعين علينا أن نرى ما إذا كان ذلك قد يدفع نتنياهو إلى التحرك. وأضاف: “يتعين علينا أن نرى كيف ينمو هذا الزخم لأنه في نهاية المطاف لابد أن يؤدي إلى بعض التحرك السياسي”.”
وأضافت الشبكة، “في استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في القدس في أيار الماضي، قالت أغلبية الجمهور اليهودي في إسرائيل، أو 56%، إنهم يعتقدون أن تأمين صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة يجب أن يكون له أولوية أعلى من المضي قدماً في العمليات العسكرية الموسعة في جنوب غزة. ولكن على الرغم من التفاؤل من واشنطن وتكثيف الجهود في الأسابيع الأخيرة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، لم يحدث أي تقدم. واتهمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حماس مرارًا وتكرارًا بتعطيل الاتفاق، لكن مسؤولين أميركيين وأجانب قالوا مؤخرًا إن الشروط التي قدمها نتنياهو عطلت الجهود أيضًا. وقال بايدن للصحفيين يوم الاثنين إن نتنياهو لم يبذل جهدًا كافيًا لتأمين اتفاق”.
وبحسب الشبكة، “دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إلى الانعقاد وإلغاء قرار يُعتقد أنه يشكل نقطة خلاف في المفاوضات، وهو المطلب الذي يقضي بالسماح له بالحفاظ على وجود على طول ممر فيلادلفيا، الذي يشكل حدود غزة مع مصر. وقال في منشور على موقع “اكس”: “لقد فات الأوان بالنسبة للمختطفين الذين قُتلوا بدم بارد. يجب إعادة المختطفين الذين ما زالوا في الأسر إلى ديارهم”. وردد غورين تحذيرا مماثلا، قائلا إنه إذا تمسك نتنياهو بالشرط، فإن “احتمالات التوصل إلى اتفاق في المستقبل تكاد تكون معدومة” وأن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع “قد يكون لهم نفس مصير” الأسرى الذين ماتوا في الحرب”.