بعد المدرسة دروس من البيت… منصات التعليم الرقمي تنتشر في لبنان

5 سبتمبر 2024
بعد المدرسة دروس من البيت… منصات التعليم الرقمي تنتشر في لبنان

في الآونة الاخيرة، ظهرت في لبنان منصات تعليمية رقمية تستخدم بهدف التعليم عن بُعد، وأصبحت تتنافس في ما بينها من حيث تقديم المعلومات وجذب تلامذة المدارس وطلاب الجامعات، وبحسب عدة دراسات وصل عدد المشتركين فيها إلى أكثر من ٤٠ ألفاً.

 

 
فجائحة كورونا أسهمت في تغيير الكثير من الممارسات والسياسات والسلوكيات على مستوى الشعوب والدول، وكان التعليم القطاع الأكثر تأثرا حيث إضطرت أغلب دول العالم على اغلاق مؤسساتها ومدارسها وجامعتها، لتنتشر حينها دورات تدريبية مجانية عبر الإنترنت، وذلك دون تكبد الكثير من العناء أو التكاليف والخروج من راحة المنزل.

 

تعليم رقمي مجاني

هناك منصات رقمية يمكن الاستعانة بها مجاناً مثل كورسيرا: أحد أفضل الخيارات للتعليم عبر الإنترنت، ويوفر الموقع إمكانية الوصول إلى الدورات التدريبية المقدمة من متخصصين من الجامعات والكليات المختلفة في كل أنحاء العالم، إذ عقد الموقع شراكة مع جامعات رائدة مختلفة، مما يجعل محتواه ضمن المواقع الموثوق بها في مجال التعليم عن بُعد.

وتتميز هذه المنصة بأنها تركز على الدورات الجامعية، بالإضافة إلى أكثر من ألف مقطع فيديو مجاني وبرامج الشهادات المعتمدة التي يمكن تغيير التخصص الدراسي من خلالها بسهولة للحصول على شهادة جامعية مُعترف بها.

على غرار كورسيرا، يقدم موقع إيديكس دورات من الجامعات والمؤسسات المختلفة. وهو يوفر العديد من الدورات التدريبية مجانا، ويمكن الدفع مقابل الشهادة عند إتمام الدورة، ويتيح الموقع أيضا خيارات مدفوعة لمزيد من الامتيازات.

الى ذلك، تقدم أكاديمية خان، وهي منصة تعليمية غير ربحية، دورات ودروسا وتدريبات مجانية عبر الإنترنت في مواضيع مختلفة، وتستهدف في المقام الأول طلاب المراحل الدراسية ما قبل الجامعية، بداية من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر.

أمّا يوديمي، فهي عبارة عن منصة يقوم الأساتذة فيها بتصميم وبيع الدورات التدريبية معهم من خلالها، كل وفقا لاختصاصه وخبراته وأسلوبه في التعليم. ومع ذلك، يقدم العديد من المدربين أيضا دورات مجانية تغطي موضوعات مختلفة، تتراوح من العلوم الأكاديمية، وصولا إلى دورات تطوير الذات والحديث للجماهير وكتابة المحتوى الرقمي وغيرها.

يُعتبر الاستخفاف بالمنصات الرقمية في عصر السرعة والتكنولوجيا اجحافاً كبيرا، والمبالغة في تقديرها وأن تكون بديلاً عن الأستاذ أو المدرسة نفسها غير صحيح، لأن الأحداث أثبتت أن التعليم عن بُعد مفيد ولكن غير كافٍ. فالمدرسة ليست إيصال معلومات وحسب، إنما هي تفاعل بين طرفين، فمن حق أصحاب المنصات التسويق لأعمالهم، ولكن لا غنى عن التعليم المدرسي مهما تطوّرت أساليب التعليم الأخرى، منزلية أو إلكترونية أو غيرها.