نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنه مع اتساع نطاق هجمات “حزب الله” خلال الأشهر الأخيرة، دخلت المزيد من المستوطنات في شمال إسرائيل المحاذية للبنان، خطّ النار.
وأشار التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إلى أن هذا الأمر أدى إلى زيادة كبيرة في الطلبات المُقدّمة إلى مراكز علاج نفسية من قبل المقيمين في تلك المستوطنات، وذلك إثر الرعب الذي يواجهونه جراء ضربات “حزب الله”.
ويوضح التقرير أنَّ هدار جلاس – كوهين وجدت نفسها ملقاة على الأرض في كريات شمونة، بالقرب من محطة للحافلات مليئة بشظايا الزجاج التي تحطّمت بشظايا صاروخ جرى إطلاقه في وقتٍ سابق. بعد لحظات قليلة، اضطرات جلاس-كوهين، المتخصصة في علاج القلق واضطراب ما بعد الصدمة، الدخول إلى عيادتها وبدء يوم عمل آخر في الاجتماع ومنحهم راحة عاطفية وعلاجية.
وفي حديث لها، تقول جلاس – كوهين: “سألني المريض عما حدث ليديّ اللتين كانتا مضمدتين بعد أن أصيبا بشظايا ونزفتا. أخبرته بحقيقة إصابتي ولم أحاول إخفاء واقعنا هنا وعواقبه”.
ومع توسع هجمات “حزب الله” في الأشهر الأخيرة، دخلت عشرات المستوطنات الأخرى في دائرة النار وغمرت مراكز الصمود الشمالية طلبات السكان الذين تم إجلاؤهم وغير الذين تم إجلاؤه، وذلك بحثاً عن الدعم النفسي والأدوات اللازمة للتعامل مع الروتين الذي أصبح تهديداً وخطيراً.
ومنذ اندلاع الحرب، تم تلقي أكثر من 8222 طلباً عبر خط المساعدة الخاص الذي تم إنشاؤه في عدد من الأماكن التي تُسمى “مراكز الصمود” في مناطق الجليل الغربي وغيرها، وتقدم ما يقرب من 4500 من السكان بطلبات لتلقي العلاج النفسي لحالات التوتر الشديد التي يعانون منها إثر الحرب مستمرة.
ووفقاً لـ”يديعوت”، فإنه إثر حادثة مجدل شمس التي قتل فيها أكثر من 11 شخصاً جراء سقوط صاورخ في ملعب لكرة القدم خلال شهر تموز الماضي، توجّه نحو 500 من سكان القرى الدرزية في شمال الجولان إلى مركز الصمود الذي تم إنشاؤه في المنطقة بهدف طلب الدعم النفسي.
كذلك، يقول التقرير إنَّ “أكثر ما يُقلق خبراء الصدمة والتوتر هو وجه المستقبل والتحديات التي سترافق عشرات الآلاف من النازحين من الشمال ومئات الآلاف الذين ما زالوا تحت نيران حزب الله ويعيشون في زمن حيث لا أحد يعرف متى ستأتي نهاية التوتر”.
وفي السياق، تقول جلاس كوهين: “إن التباطؤ في استعادة الأمن وعودة السكان يضعنا جميعًا في صدمة مستمرة تتمثل في الشعور بالعجز وعدم اليقين بشأن المستقبل. نحن نحاول مساعدة السكان، وإعطاء الأدوات والإجابات لأولئك الذين يلجأون إلينا وإلى الجماهير التي نلتقي بها في الفنادق التي تم إخلاؤها وللسكان الذين يقطنون في مناطق التوتر. أخشى أن لهذه الأحداث تأثير عاطفي شديد العواقب قد تؤثر على الأجيال القادمة. أعتقد أننا سنتمكن من التعافي والعودة للعيش في الشمال والنمو، سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكن علينا أن نصدق ذلك، ليس لدينا خيار آخر”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”