أوكرانيا تفوز بحرب من نوع آخر في كورسك

11 سبتمبر 2024
أوكرانيا تفوز بحرب من نوع آخر في كورسك


ذكر موقع “The National Interest” الأميركي” أنها المرة الأولى التي تتعرض بها روسيا للغزو منذ الحرب العالمية الثانية.لقد تمكنت القوات المسلحة الأوكرانية من السيطرة على المنطقة منذ أكثر من شهر. أدت هذه العملية إلى تهجير المواطنين الروس الذين يعيشون على طول الحدود. لقد بدت الاستجابة الروسية الأولية غير كفوءة، مما أثار تساؤلاً حول ما إذا كان الجيش وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي قادرين على حماية الوطن. من جانبهم، يرى المحللون أن الأمر كان بمثابة “قنبلة نووية” في مجال المعلومات”.

Advertisement

وبحسب الموقع، “إن الجانب المعلوماتي للحرب ليس مفهوما جديدا، ولكن تطوره وأهميته ازدادا بسرعة في العصر الرقمي. إن الاستعانة بقوات أوكرانية عالية المستوى في الهجوم يترك صورة مثيرة للإعجاب لما تنتجه التدريبات والمعدات المهنية التي يوفرها الغرب، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع المجندين في الجيش الروسي ومعداته القديمة. إن الهجوم يؤثر على الجماهير الروسية المحلية أيضاً. ففي الآونة الأخيرة، انتقد مدونون عسكريون روس رد فعل الجيش الروسي وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ووصف أحد المدونين الوضع بأنه “جحيم على الأرض”.”
وتابع الموقع، “ليس من قبيل المصادفة أن يحدث هذا الهجوم خلال فصل الصيف. فهو يخدم غرضين: أولاً، هذا هو موسم الذروة للعمليات الهجومية، حيث رأينا كلا من أوكرانيا وروسيا تشنان عمليات هجومية واسعة النطاق خلال صيف طوال الحرب. ورغم أن الظروف الجوية والتضاريس المواتية تجعل من الأسهل على التشكيلات الميكانيكية المناورة خلال الصيف، فإن هذا ليس السبب الوحيد الذي دفع أوكرانيا إلى التحرك الآن. ومع اقتراب الانتخابات الحاسمة في الولايات المتحدة وأوروبا، وفي الوقت الذي يتعرض الدعم الغربي لأوكرانيا لخطر التوقف، تشكل هذه العملية رسالة إلى الداعمين الغربيين: أوكرانيا قادرة على النجاح وخاصة بمساعدة المنصات والذخائر التي يوفرها الغرب”.
وبحسب الموقع، “يواصل هجوم كورسك الضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لرفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا لأنظمة الأسلحة البعيدة المدى، مثل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS) وStorm Shadows في روسيا.من جانبها، لقد خففت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع مرور الوقت من قيودها على تسليم واستخدام أنظمة الأسلحة المختلفة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية. وليس من المستبعد أن يكون هذا الهجوم بمثابة فرصة مهمة للاسترخاء، مما يؤدي إلى استخدام أنظمة الأسلحة الطويلة المدى التي توفرها الولايات المتحدة والغرب لضرب عمق أكبر داخل روسيا. إن كل هذا يتلخص في الكيفية التي تنقل بها أوكرانيا معلوماتها عن هجوم كورسك: فإذا استمرت في التقليل عمدا من الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الحيوية، فقد تخفف الولايات المتحدة أو غيرها من الحلفاء الغربيين المزيد من القيود المفروضة على استخدام الأسلحة البعيدة المدى”.
وختم الموقع، “إن الوقت وحده هو الذي سيخبرنا ما إذا كانت أوكرانيا قادرة على مواصلة هجومها على روسيا. ولكن هذا الهجوم لديه القدرة على التأثير بشكل إيجابي على تصورات الغرب، واستدامة التمويل والدعم المادي لأوكرانيا، وتقليص الدعم الروسي المحلي للحرب. وربما تؤتي مغامرة أوكرانيا الاستراتيجية في مجال المعلومات ثمارها”.