إلى الواجهة من جديد عادت قضية مكب طرابلس القديم، الذي بات مكبًا يستقطب عشرات الأطنان من النفايات من طرابلس والمناطق المجاورة، ما أثّر فعليًا على عمله وتعاظمت معه أزمة انفجار خطيرة بسبب ارتفاع نسبة الغازات فيه.
Advertisement
هذا الامر كان قد أكّد عليه تقرير سابق لفوج الهندسة في الجيش ، الذي أوضح أن كمية الغاز الموجودة والمتأتية بسبب الرمي العشوائي في المكب قد ينتج عنها انفجارات خطيرة، وهذا ما كانت قد اثارته منذ قرابة السنتين القاضية سمرندا نصار، التي انتهت بإصدار مذكرات توقيف غيابية بحق عدد من الاشخاص مسؤولين عن طمر النفايات في المكب ضمن شروط إلزامية، إلا أن الأمور لم تسر على النحو المطلوب، وبدل تنفيذ دفتر الشروط، بدأ المطمر يستقبل كميات كبيرة من النفايات، ولم يقتصر الامر فقط على البلدات التي كانت من المفترض أن تتخلص من نفاياتها داخل المطمر، بل امتدت عملية الطمر لتشمل بلدات أخرى بدأت ترمي النفايات بشكل عشوائي داخل المطمر.
وحسب المعلومات التي حصل عليها “لبنان24″، فإن عملية تصدير النفايات إلى هذا المكب باتت تتم بطريقة منظمة من خلال تسيير عدد من الشاحنات خلال الليل تحمل، بحسب المصادر، نفايات بلدات لم تكن مشمولة بقرار طمرها في هذا المكب، وهذا ما ضاعف الازمة. وبما ان النفايات لا يتم طمرها ضمن الشروط الصحية اللازمة، أي بمعنى لا تخضع لأي تدوير أو فرز، فإن عملية الترسبات الناتجة عن عصارة الرمي العشوائي للنفايات أجّجت الأزمة أكثر، وأعادت إلى الذاكرة التحذيرات التي كان قد أطلقها النشطاء منذ افتتاح المكب، والذي كما بات واضحًا لم تلتزم أي من الجهات المسؤولة بالشروط التي كان يتوجب أن تتبعها.
وللإضاءة على الامر أكثر، تواصل “لبنان24” مع رئيس بلدية طرابلس رياض يمق الذي أكّد أن المطمر يعاني من أزمة كبيرة تتعلق بعملية الطمر واستقطاب النفايات بطريقة غير قانونية من خارج طرابلس.
وأشار يمق إلى أن المهندسين مؤخرًا أكّدوا أن الخطر زال عن المكب وذلك بعد أن تم مدّ أنابيب من أجل تفريغ الغاز من المكب، إلا أن يمق يشير إلى أن الأزمة لا تتوقف فقط على تفريغ الغاز من المكب، إذ إن المشكلة تتمثل بقرب امتلاء المكب، فطرابلس اليوم تستقبل كمية نفايات لا تستطيع ان تتحملها من المناطق المحيطة مثل الكورة التي لا يوجد مكب بها، بالاضافة إلى راس العين، راسمسقا، مجدليا، وغيرها من المناطق التي لا تحتوي على أي مكب، ويؤكّد يمق أن أهالي هذه المناطق يحملون نفاياتهم إلى طرابلس مباشرة.
من ناحية أخرى، يشير يمق إلى أنّ عصابات النفايات زادوا من أزمة المكب، إذ يقوم هؤلاء بإرسال شاحنات محمّلة بالنفايات ورميها خلال ساعات الليل.
وحسب معلومات “لبنان24” فإنّ الجهات المعنية قد تواصلت مع وزير البيئة والمحافظ في الشمال، وعبروا عن مدى استيائهم من نقل نفايات من خارج طرابلس إلى مكباتها وشوارعها، علمًا أن الجهات هذه قد ضاقت ذرعًا من الشكاوى المتتالية من أهالي طرابلس، إلا أن لا أمكانية لهم لضبط الوضع طالما أن لا قدرات لذلك.
في السياق، يؤكّد يمق ان حملة إزالة المخالفات فاقمت أزمة المكب، إذ أشار إلى انّ ما يقارب 90 شاحنة تم تحميلها بالنفايات جرّاء إزالة المخالفات من نهر أبو علي فقط، وهذا ما ساهم بارتفاع كمية النفايات التي تم رميها في المكب.
وطالب يمق بضرورة إنشاء مركز للفرز ومركز لتدوير النفايات، إذ إن هناك العديد من أنواع النفايات المختلفة التي يتم رميها في محيط طرابلس وشوارعها والتي تؤدي إلى إشعال حرائق متعددة، في حين من الممكن الاستثمار بهذه النفايات إذا تم فرزها وإعادة تدويرها.